المحرقة.

تحولت من طبعٍ لآخر غيره
من الشيمةِ الحسناءِ للشيمةِ النَكرا

وكنتُ وديعاً طيب النفس هادئاً
فأصبحت وحشاً والغاً في دم نَمرا

فلو دبّر الباغون للكيد خطة
رأوا أنني منهم بتدبيرها أحرى

ولو ملك " قارونٍ " ملكت دفعته
على كره بعض الناس بعضهم أجرا

* * *

رأيت من الإنسان يطغيه عجبه
من الخزي ما تأباه وحشية تَضرى

إذا أُغريتْ هذي بأكل فريسة
فهذا بأ يلهو بتعذيبها مُغرى

أتعرف كم من أصيد ممتلٍ قهرا
وكم حُرة تشكو ومن حولَها الفقرا

لينعم من إن عاش لم يُدرّ نفعه
وإن مات لم يعرف له أحد قبرا

أتعرف ما يأتيه في السر ناصبٌ
على العين منظاراً على الناس مغترا

يقلبه بين الجموع دلالة
على أنه أذكى من الناس أو أثرى

وما ميزته عن سواه فوارق
سوى أنه قد أتقن الرقص والزمرا

* * *

وهب أنه قد أُلهم العلم كله
وحلّلّ حتى الجوهر الفرد والذرّا

وكان " شكسبيرٌ " خويدم شعره
وكانت لُغى الأكوان تخدمه نثرا

فهل كان حتماً أنني أنحني له
وتصطك مني الركبتان إذا مرّا ..!

ألم يدري هذا " الكوكب "! الفذ أنه
كما كان حراً كان كل امرئٍ حرا

ذممتُ مقامي بالعراق وعلّني
متى أعتزم مسراي أن أحمد المسرى

لعلي أرى شبرا من الغدر خالياً
كفاني اضطهاداً أنني طالبٌ شبرا