أفتيان الخليج .

حقول النفط تسمنُ راصديها
وغازيها وإن سَمُنَ الرصيد

فقلتُ وفي البداوةِ ما يزين
البُداةَ و في الحضارةِ ما يشيد

أبوظبيٍ بما أخذت وأعطت
عروسٌ مهرُها نارٌ وقود

وعنَّت لي رؤى هيمٍ طواتٍ
تلفهمُ التهائمُ والنجود

جحاجيحٌ وكم عمُرت عصورٌ
بما شقيتْ جحاجيحٌ وصِيد

تهاووا فوق حَرَّتها ركوعٌ
لهم من حولها ولهم سجود

و دبوا فوقها و لهم لحودُ
وذابو تحتها ولهم لحود

* * *

أفتيان الخليج و ليس تألوا
دروب المجد تَعمرها الوفود

مشرفةٌ هوى صيدٌ وصيدُ
عليها و التوى جيدٌ وجيد

يشبُّ الجيل بعد الجيل منها
لحودُ الصامدين هي المهود

وخالدةٌ على الذكوات منها
يمد جناحهُ الأبد الأبيد

أهيبُ بكم و قد رجفَ الصعيدُ
ومات الوعدُ وأنتفض الوعيد

وزلزلت البسيطةُ وأستنامت
على الأضغانِ أيقاظٌ رقود

وباتت أرضنا كرةً تنزَّى
على الفرقاء تركنُ أو تميد

وأضحتْ ساحةُ الألعابِ فيها
كأقصر ما ترسَّمت الحدود

تَخَطفُها على نسقٍ بروقٌ
وترعبها سواسية رعود

ويوشك فرط ما دُحيت بناها
على الرمضاء ينتثر الجليد

حذاري بني الخليج فثمَّ وحشٌ
حديدُ الناب مفترسٌ حقود

خبيث الكيل في شركٍ خفيٍّ
يصيدُ عوالماً فيما يصيد

يغازلكمْ مروادةً و يُغزي
سواحلكم أساطيلاً ترود