وفى الربيع .

بك في "العلي" عن "الحسينِ" تصبرٌ
بممجدٍّ ثبتِ الجِنان رؤوفه

لا تُجهدنَّ الشعر يا نَظامَه
فصفاتُه تُغنيك عن تَوصيفه

جَمَّ النَدى أنساه عن عثراتهِ
في الجودِ بذلُ مئاتهِ وألوفه

طَرِبٌ يُغَنِّنيه سَميرُ ضيوفه
لا "معبدٌ" بثقيلِه وخفيفه

شَيِمٌ أنافَ تليدُها لطريفها
فسما بها بتليده وطريفه

يابنَ النبيِّ وتلك أشرفُ نسبةً
ومُضافُ مجدٍ ينتمى لمُضيفه

لم يُرغَم الحسّادُ الا مفخراً
أغناهُم التنزيل ُ عن تحريفه

شَرَفٌ محلّ الشهب دونَ مَحلِّه
ومُنيفُ بُرجِ الشمسِ دون مُنيفه

بيت به طاف العُفاةُ ففضلهُ
بادِ كفضل البيت في تَطويفه (3)

يَغديكَ من ضربَت به المثلَ الورى
نُجلاً فقُرصُ الشمس قُرصُ رغيفه

سَحَّت عطاياه فما من ناظرٍ
الا تمنىَّ الطيفَ من مَعروفه

لو رام يمحو البخل عنه مُدافعٌ
عكفت طبيعتُه على تعنيفه

ويقولُ إن قالوا تصرف درهمٌ
ليت الجمودَ عَداهُ عن تصريفه

ولقد أراكَ ولليراعةِ مَرحٌ
في القول بين غريبِه ولطيفه

قَلَمٌ سقاهُ فيضُ كفِّك فالتقَت
بيضُ الأماني بين سودِ حُروفه

لدنٌ إذا ما الدهرُ جّد فهزَّة
في طِرسه تكفيكَ ردَّ صُروفه

ما جال في جَلبَات طِرسِكَ سابقاً
الا وجاءَ من النَدى برديفه

كم مُشكلٍ مُستَنبَط بدقيقهِ
وسمينِ خطبٍ مُذعنٍ لعجيفه

كالسيلِ في تحديرهِ والسيفِ في
تطبيقِه والرُمحِ في تثقيفه

وكأنه بين السُّطور مدِّبرٌ
للجيش اعَجَبه انتظامُ صُفوفه

معروفُ شعري في مديح محمدٍ
أزْرَت بدائعُه على "معروفه" (4)

نَفَسٌ شأى نَفَسَ الكهول وإنما
ظَرْفُ الشباب يلوحُ في تفويفه

وقصائدٍ رَّقتْ فكان مدبُّها
كالخمر من ثَمِل القَوام نزيفه (5)

أسِفَ الحسودُ بما علون وان أعِشْ
لأطَولنَّ بهن حزنَ أسيفه

إن زِينَ قومٌ بالقصيد فانني
باسمي يزانُ الشعرُ في تعريفه

دمتُم ودام المجد في تشريفه
جُوداً ، ودامَ الفضلُ في تأليفه


(3) العفاة : جمع عاف وهو طالب المعروف .
(4) اشارة إلى معروف الرصافي .
(5) النزيف : السكران .