الحزبان المتآخيان .

أعيذكُمُ أن يَستْثيرَ اهتمامَكُمْ
دنيٌّ يداري لقمةً أو مُغَفَّل 

وهلَ يرتَضي إغضابَ شَعْبٍ بأسره
وإشماتَهُ الا غويٌّ مُضلِّل 

مساكين جرتها البطون لهوة
بها كلُّ ما يُصمي الغيَارَى ويُخجِل 

يدٌ رَكَسَتْ للزّندِ في كلِ حطّةٍ
وأخرى من السُحْت المُحرَّم تأكل 

فلا تعذلوهم في اختلاقٍ فانهُمْ
مفاليسُ من كذْبٍ ودّسٍ تَموَّلُوا 

أرادوا لكم عيباً فرُدُّوا وخُيِّبوا
ولم يجدوا قولاً بكم فتقوَّلوا 

حرام عليهم أن يقولوا فيصدقوا
وعار عليهم أنْ يقولوا فيفعلوا 

اذا ما انبرى منكم أديبٌ محنَّكٌ
تصدى له مستسخَفُ الرأي أخطل 

وأُقسِمُ لو قالوا خذوا ألفَ واحدٍ
مقابلَ فردٍ منكُمُ لم تبدّلوا 

فما اسطعتَم فاسترجعوا الحكمَ منهم
فانَّهُمُ صيدٌ عليكُمْ مُحلَّل 

رَأوا شَرهّا غُنْماً فلم يَتعفَّفوا
ولذَّ لهم خزْيٌ فلم يتسربلوا

وقد هان شرُّ لو أطاقوا تحملاً
ولكنه لم يَبْقَ حتى التحّمل 

وظنوا بأن اللهَ والشعبَ غافلٌ
وهيهاتَ لا هذا ولاذاك يغفل 

سيعرفُ قَدْرَ النّاسِ من يَستَخِفُّهُ
ويلمَسُ عُقبى الشرِ مَنْ يتوغل 

فقولوا لهم تعساً فقد سُدَّ مَخْرَجٌ
يَفرُّونَ منه مثلما سُدَّ مَدْخَل 

وقد جاشَ صدرُ الشعبِ يَغلى حفيظةً
عليكم كما يغلي على النار مِرجل