* نظمت عام 1934.
* نشرت في ط35 .
ما أحوجَ الشاعرَ الشاكي لمُغضِبَةٍ
![]() وميزةُ الشاعرِ الحساسِ في الغضبِ
![]() أمّا القوافي فأنغامٌ تُوَقِّعُها
![]() يدُ الخُطُوبِ إذا ما هيَّجَتْ عصبي
![]() أصِخْ لتلحينِ روحي وهي ناقمةٌ
![]() فما يهزُّك لحنُ الروحِ إن تَطِب
![]() شجتْك كربةُ أبياتٍ وجدتَ بها
![]() على كآبتها تفريجةَ الكُرَب
![]() * * *
![]() ثقافةُ الشعبِ قل لي أين تَنشُدها
![]() أفي الصحافةِ مزجاةً أم الكُتُب
![]() هذي كما اندفعتْ عشواءُ خابطةٌ
![]() وتلك فيما حوت "حمالةُ الحطب"
![]() أما الشعورُ فإنّي ما ظَفِرْتُ به
![]() في مجلسِ العلمِ أو في مَحْفِلِ الأدب
![]() لا ثورةُ النفسِ في الأشعارِ ألْمَسُها
![]() إلا القليلَ ولا التأثيرُ في الخطب
![]() باكون ما حُرِّكَتْ في النفس عاطفةٌ
![]() وضاحكون ولاشيءٌ من الطرب
![]() مُسَخّرون بما توحي الوحاةُ لهم
![]() كما تُهَزُّ دواليبٌ من الخشب
![]() لو عالج المصلحون "الجوعَ" ما فَسَدَتْ
![]() أوضاعُنا ، هذه الفوضى من السغب
![]() * * *
![]() شعبي وما أتوقّى من مصارَحَةٍ
![]() عارٌ على يعربٍ كُلُّ على العرب
![]() ألهاه ماضيه عن تشييدِ حاضره
![]() وعن لبابِ المساعي قِشْرَةُ النَّسَب
![]() عشنا على شرفِ الأجداد نَلصقُهُ
![]() بنا ، كما عاش قُطَاعٌ على السَّلَب
![]() قامت تُرَوّجُ آداباً عَفَتْ عُصَبٌ
![]() ما أبعدَ الأدبَ العالي عن العُصب
![]() هُزَّ القلوبَ بإحساسٍ تَفيضُ به
![]() ثم ادعُ حتى صخوراً صمةً تُجب
![]() شانت أديباً وحطَّتْ عالماً فَهماً
![]() مشاحناتٌ على الألقابِ والرُّتَب
![]() قالوا "أعِدْ" لركيكٍ غيرِ مُنْسَجِمٍ
![]() لو في يدي قلتُ عدّ القولَ وانسحب
![]() حتى صديقٌ عن التقليدِ أرفَعُهُ
![]() مصاخبٌ إذ سوادُ الناسِ في صَخَب
![]() دومي قوافيّ طولَ الدّهْرِ خالدةً
![]() إن صحَّ أنّكِ أوتادٌ من الذهب
![]() أوْلا فبيني أدالَ اللهُ من أثرٍ
![]() تنالُ منه يدُ الأعصارِ والحِقَب
![]() |
المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الثاني-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1973م