سلمى على المسرح .

* نشرت في العدد الأول من جريدة "الفرات" في 7 آيار 1930 .

العبي فالهَوى لَعِبْ
وابعثي هِزَّةَ الطَرَبْ 

مثِّلي دوَرك الجميلَ
على شرعةِ الأدب 

أحسني نُقلةً وان
تَعِبَت هذه الرُكَب 

فعلى وَقْع خَطوِها
يتنّزى حشىً وَجَب 

روِّحي هذه النفو
سَ فقد شفَّها التَعَب 

إجذبيها الى الرِضا
ادفعيها عن الغَضَب 

لاتغرَّنِْكِ اوجهٌ
كطِلاء من الذَهَب 

وثغور تضاحَكَت
كانعكاسةِ اللَهَب 

فتِّشي عن دخائلٍ
غُيِّبَت تشهدي العَجَب 

 * * *

كل هذا الهياج من
أجل مرآكِ والصَخَب 

ضاربُ العود ما دَرى
أيَّ اوتارِه ضَرَب 

اعذريِه فإنّه
بَشَرٌ مثلُنا اضطَرَب 

واقبَلي القلبَ إنّه
لك من أضلُعي وَثَب 

نَسَبٌ بَينَنا الهَوَى
احفظي حُرمةَ النَسَب 

رب يومٍ جذبت فيهِ
لي الأنسَ فانجذَب 

ولمستُ الشبابَ في
رَيعِه بعد ما ذَهَب 

حبُ "سلمى" فتىً رأَى
كلَّ ما يشتهي فحَبّ 

شاعرٌ بالحياة لا
يَزدهَيه سِوى الطَرَب 

انتِ "سلمى" إلى الحيا
ةِ وأفراحها سَبَب 

أنتِ " سلمى " أجَلَّ من
الفِ عبدٍ لألف رَبّ 

تتخلى الهموم إذ
تتجلين والكُرَب 

ولهم باسمِ أمةٍ
سحقت غاية الارب 

اثقلوا ظهرهَ كما
عضَّ بالغارب القَتَب(1)

تركوا "الجذع" للبلا
د واختصوا بالرطب 

 * * *

افتحي لي سَلْمى يديك
يُقَبِّلْ يديكِ صَبّ 

أبعديني عن "السياسة"
والغشِ والنَصَب 

ولكي نُحرق الجميع
هَلُمي الى الحَطَب 

وإذا لم يكن خذي
بعضهم انهم خشب 

أإلى العيش كلُّهمْ
انا وحدي الى العَطَب 

انا وحدي فيهم
ترجلت والكل قد ركب 

نهبَ الشعبُ كلَّه
فهنيئاً لمن نَهَب 

وهنيئاً لمن غزا
وهنيئاً لمن سَلَب 

وهنيئاً لمن "تنَّمرَ"
او خانَ او كَذَب 

ان كل الذي ترين من
"الجاه" و "الرُتَب" 

ومن "النفخ" بالزعامة
والاسم واللقَب 

واصطيادٍ بحجةِ "الوطن"
الجائع الخَرِب 

هو عُقبى تَقَلُّب القوم
عاش الذي انقَلَب 

خسر الدّرةَ البطيء
وفاز الذي حلب


(1) الغارب الكامل أو ما بين السنام والعنق والقتب خشب الرحل .

المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الثاني-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1973م