آليت .

* نظمت عام 1975 .. إثر تحرش بعض الكتَّاب المأجورين بالشاعر.

آليت أُبرِدُ حَرَّ جمري
وأُديلُ من أمر بخمرِ (1)

وأُقايضُ البلوى بأيّة
بسمةٍ عن أيّ ثغر

بنشيش كأسيَ بالحَبا
ب بخمرتي، ببنات شعري

يا رُبَّ يومٍ لي غَنيتُ
بساعهِ عن ألف شهر (2)

خِلتُ الحياةَ بزوغَ
فجرٍعنده بضفافِ نهر

وكأنّ لي من بَرْدِ معسول
الرُّضابِ دِنانَ خمرِ (3)

وحَسِبْت أنّي داهرٌ
ما شئت أرغمُ أنفَ دهري

ونَسِيتُ أنِّي مُضْغَةٌ
في شِدقِ أرقَط مُستَسر

* * *

آليت أُمضي بالعيو
ن سواحراً نفثات سِحري

وأُلَحِّنُ الأمواجَ في
شِعْري على أمواجِ بحر

وأخيط من مِزَق الغما
م مطارفاً لِبنَاتِ شِعْري (4)

وأَصُبّ في الأنفاس من
خُضْرِ الرُّبى نفحاتِ عطري

وأصونُ عُشّي وادعاً
صَوْنَ الحمامِ أليفَ وَكر

* * *

آليتُ بعدَ تَمرُّسٍ
بالدهرِ من كرٍّ وفَرّ

ووقيعةٍ أنكرتُها
شنعاءَ من " زيدٍ " بعمرو

أن أفتدي بدمي جريحاً
كان أنْ أُرديه نَذْري

* * *

أوقفتُ شَطريَ في الشدا
ئد كي يروحَ وِقَاءَ شطري

حتى إذا انفرجَتْ ريا
حُ الدّهرِ عن نَكْبَاءَ صِرّ (5)

يتكالبُ الشّرُّ المحيقُ
بها ، فيُلجَا للأشرّ

عرّضتُ وَجهيَ للحُتو
فِ دريئةً وأسلتُ نحري


(1) دال الزمان دولته: دار وانقلب من حال إلى حال
(2) ساع: جمع ساعة.
(3) الرضاب: الريق.
(4) المطارف: جمع مُطرف وهو الثوب.
(5) نكباء صر: ريح شديدة.

المصدر : ديوان الجواهري-الجزء السابع-الجمهورية العراقية-وزارة الاعلام-دار الحرية للطباعة -بغداد 1980م