مقطعات من لندن .

مقطعات من لندن ..
* حين عاد الشاعر من لندن عام 1947 وكان ضمن الوفد الصحفي الذي دعي إلى هناك ، أجري معه مندوب جريدة "الحضارة" مقابلة صحفية نشرت في العدد 52 في 5 تشرين الأول 1947 سأله :
– هل نظمت شعراً وانت في انكلترا ؟.
اجاب
– نعم … نظمت عدة قصائد ، ولكنها لم تكتمل … انها مختزنة عندي لا أنشرها حتى تتم .. وانني لأعتقد ان الذكريات ستعمل على إثارتها أكثر مما كنت آمل أن يثيرها الواقع وأنا في لندن .
* بقيت المقطعات كما نظمت في لندن ولم يزد الشاعر عليها شيئاً .

                هنا يرقدان
                أبيات من وحي بحيرة الأخوين .

هنا يرقدان وخضْرُ
الجبالِ تَُلُ الينابيعُ أرادانَها

بحيث البحيرةُ تُنسيهُما
عناءَ الحياةِ وأدرانها

وحيثُ الرُعاةُ تُغنِّيهما
إذا شَعْشَع الفجرُ ألحانها

وحيثُ يَهيج نسيمُ الصباحِ
غرامَ العَذارى وأشجانها

هنا يرقُدان بحيثُ السماءُ
تَصْبِغ بالوردِ ألوانها

يَبُّثهما الزَهرُ أشواقَهُ
وتُعطي الخمائِلُ عُنوانها

                 المقام في لندن
مَلِلتُ مُقاميَ في لندنا
مُقامَ العَذارى بدور الزِنا

مُقام المسيح بدارِ اليَهودِ
مُقام العذابِ ، مُقام الضَنى

                  صاحبي !
صاحبي لو تكونُ من أعدائي
لتمنَّيتَ أن تموتَ بدائي

لتمنيت أن يكونَ لك الطُولان
طُولُ الأذى وطُولُ البقاء

                   جين ..
                   * نشرت في خلجات
أسرفتِ في ترف الجْمالِ
وسكِرتِ من خمر الدَّلالِ

وثنيتِ طرَفكِ فانثنى
يرمي الظِلالَ على الظلال

أعيا جمالُك منطقي
وسما خيالُك عن خيالي

يا " جينُ " لطفُ الخمر
أنّكِ كنتِ ماثلةً حِيالي

ما شاء فليكتبْ عليَّ
الدهرُ ، إنّي لا أُبالي

إذ كان خَصْرُكِ في اليمينِ
وكان كأسي في الشِّمال


المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الثالث-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1974م