حببت الناس.

حببت الناس .. 
القصيدة التي تصدرت ديوان " بريد الغربة " وبها إهداء : 
إلى : من أحب من الناس .
* نظمت في براغ 12/ 11 / 1965.
* نشرت في "بريد الغربة" .

حببتُ الناسَ والأجناسَ:
والدنيا التي يسمو على لذَّاتها

الحبُّ للناسْ

حببتُ الناسَ والأجناسَ:
في الطفل الذي لا ينسُبُ الناسَ

لأعراقِ وأجناسْ

حببتُ الناسَ والأجناسَ:
في المرأةِ كالأنموذجِ الحلوِ

لحبِّ الناسِ للناسْ

حببتُ الناسَ والأجناسَ:
في الخمرةِ تختالُ على أنخابهم

إذ تُقرع الكاسْ

حببتُ الناسَ والأجناسَ:
في "الزنجيةِ" الحلوةِ من لُفَّتْ

وأهلوها بأكياسْ (1)

حببتُ الناسَ والأجناسَ:
مذ شاركنا، الأحباشُ، والبربرُ، والزِنْجُ

بأحزانٍ وأعراسْ

حببتُ الناسَ والأجناسَ:
مذ عُلِّمتُ أنَّ الناسَ أشباهٌ

وأنَّ النبلَ مِقياسْ

حببتُ الناسَ والأجناسَ:
مَنْ شبَّ، ومن شاب

ومن أظلم كالفحمِ

ومن أشرق كالماسْ

حببتُ الناسَ والأجناسَ:
حُبَّ الأرضِ للفاسِ

أو القفرة للآسِ

أو الليل لنبراسْ

حببتُ الناسَ والأجناسَ:
حببتُ الناسَ كلَّ الناسِ

حببتُ الناسْ


(1) هي حاضنة الشاعر في طفولته في النجف، وقد أُطلق عليها اسم ” تفاحة ” وكانت تقص عليه ما يشبه الأساطير عما حاق بها وأطفالها من مآسٍ وفجائع على أيدي القراصنة من تجار الرقيق والعبيد، وكيف شردوا في أقاصي الأرض حتى أن الواحد منهم لا يعرف الآخر حتى الممات.

المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الخامس-الجمهورية العراقية-وزارة الاعلام-مطبعة الأديب البغدادية -بغداد 1975م