* تحية الشاعر للملك الراحل حسين بن طلال إثر دعوته لحفل وزارة الثقافة والأردنية لتوزيع جوائز الدولة التقديرية وتقليد الشاعر أعلى وسام أردني 2-12-1992.
يا سيّدي أَسْعِفْ فَمِي لِيَقُولا
![]() في عيدِ مولدِكَ الجميلِ جميلا
![]() أَسْعِفْ فَمِي يُطْلِعْكَ حُرّاً ناطِفَاً
![]() عَسَلاً، وليسَ مُدَاهِنَاً مَعْسُولا
![]() يا أيّها المَلِكُ الأَجَلُّ مكانةً
![]() بين الملوكِ ، ويا أَعَزُّ قَبِيلا
![]() يا ابنَ الهواشِمِ من قُرَيشٍ أَسْلَفُوا
![]() جِيلاً بِمَدْرَجَةِ الفَخَارِ ، فَجِيلا
![]() نَسَلُوكَ فَحْلاً عَنْ فُحُولٍ قَدَّموا
![]() أَبَدَاً شَهِيدَ كَرَامَةٍ وقَتِيلا
![]() للهِ دَرُّكَ من مَهِيبٍ وَادِعٍ
![]() نَسْرٍ يُطَارِحُهُ الحَمَامُ هَدِيلا
![]() يُدْنِي البعيدَ إلى القريبِ سَمَاحَةً
![]() ويُؤلِّفُ الميئوسَ والمأمُولا
![]() يا مُلْهَمَاً جَابَ الحياةَ مُسَائِلاً
![]() عَنْها ، وعَمَّا أَلْهَمَتْ مَسْؤُولا
![]() يُهْدِيهِ ضَوْءُ العبقريِّ كأنَّهُ
![]() يَسْتَلُّ منها سِرَّهَا المجهولا
![]() يَرْقَى الجبالَ مَصَاعِبَاً تَرْقَى بهِ
![]() ويَعَافُ للمُتَحَدِّرينَ سُهولا
![]() ويُقَلِّبُ الدُّنيا الغَرُورَ فلا يَرَى
![]() فيها الذي يُجْدِي الغُرُورَ فَتِيلا
![]() يا مُبْرِئَ العِلَلَ الجِسَامَ بطِبّهِ
![]() تَأْبَى المروءةُ أنْ تَكُونَ عَلِيلا
![]() أنا في صَمِيمِ الضَّارِعينَ لربِّهِمْ
![]() ألاّ يُرِيكَ كَرِيهةً، وجَفِيلا
![]() والضَّارِعَاتُ مَعِي، مَصَائِرُ أُمَّةٍ
![]() ألاّ يَعُودَ بها العَزِيزُ ذَلِيلا
![]() فلقد أَنَرْتَ طريقَهَا وضَرَبْتَهُ
![]() مَثَلاً شَرُودَاً يُرْشِدُ الضلِّيلا
![]() وأَشَعْتَ فيها الرأيَ لا مُتَهَيِّبَاً
![]() حَرَجَاً ، ولا مُتَرَجِّيَاً تَهْلِيلا
![]() * * *
![]() يا سَيِّدي ومِنَ الضَّمِيرِ رِسَالَةٌ
![]() يَمْشِي إليكَ بها الضَّمِيرُ عَجُولا
![]() حُجَجٌ مَضَتْ ، وأُعِيدُهُ في هَاشِمٍ
![]() قَوْلاً نَبِيلاً، يَسْتَمِيحُ نَبِيلا
![]() يا ابنَ الذينَ تَنَزَّلَتْ بِبُيُوتِهِمْ
![]() سُوَرُ الكِتَابِ ، ورُتّلَتْ تَرْتِيلا
![]() الحَامِلِينَ مِنَ الأَمَانَةِ ثِقْلَهَا
![]() لا مُصْعِرِينَ ولا أَصَاغِرَ مِيلا
![]() والطَّامِسِينَ من الجهالَةِ غَيْهَبَاً
![]() والمُطْلِعِينَ مِنَ النُّهَى قِنْدِيلا
![]() والجَاعِلينَ بُيوتَهُمْ وقُبورَهُمْ
![]() للسَّائِلينَ عَنِ الكِرَامِ دِلِيلا
![]() شَدَّتْ عُرُوقَكَ من كَرَائِمِ هاشِم
![]() بِيضٌ نَمَيْنَ خَديجةً وبَتُولا
![]() وحَنَتْ عَلَيْكَ من الجُدُودِ ذُؤابَةٌ
![]() رَعَتِ الحُسَيْنَ وجَعْفَراً وعَقِيلا
![]() * * *
![]() هذي قُبُورُ بَنِي أَبِيكَ ودُورُهُمْ
![]() يَمْلأنَ عُرْضَاً في الحِجَازِ وطُولا
![]() مَا كَانَ حَجُّ الشَّافِعِينَ إليهِمُ
![]() في المَشْرِقَيْنِ طَفَالَةً وفُضُولا
![]() حُبُّ الأُلَى سَكَنُوا الدِّيَارَ يَشُفُّهُمْ
![]() فَيُعَاوِدُونَ طُلُولَها تَقْبِيلا
![]() يا ابنَ النَبِيّ ، وللمُلُوكِ رِسَالَةٌ،
![]() مَنْ حَقَّهَا بالعَدْلِ كَانَ رَسُولا
![]() قَسَمَاً بِمَنْ أَوْلاكَ أوْفَى نِعْمَةٍ
![]() مِنْ شَعْبِكَ التَّمْجِيدَ والتأهِيلا
![]() أَني شَفَيْتُ بِقُرْبِ مَجْدِكَ سَاعَةً
![]() من لَهْفَةِ القَلْبِ المَشُوقِ غَلِيلا
![]() وأَبَيْتَ شَأْنَ ذَوِيكَ إلاّ مِنَّةً
![]() لَيْسَتْ تُبَارِحُ رَبْعَكَ المَأْهُولا
![]() فوَسَمْتَني شَرَفَاً وكَيْدَ حَوَاسِدٍ
![]() بِهِمَا أَعَزَّ الفَاضِلُ المَفْضُولا
![]() ولسوفَ تَعْرِفُ بعدَها يا سيّدي
![]() أَنِّي أُجَازِي بالجَمِيلِ جَمِيلا
![]() |
(1) جفيلاً : من الفعل جَفَلَ : فزع .
(2) إشارة إلى أن الشاعر بدأ يضمن قصيدته هذه أبياتاً من قصيدة (ناغيت ليناناً بشعري جيلا) التي كان قد نظمها في 1947 .
(3) إشارة إلى منح العاهل الأردني وسام الإستحقاق من الدرجة الأولى للشاعر خلال حفل تكريمي أقيم في العاصمة الأردنية .
المصدر : ديوان الجواهري – المجلد الخامس – بيسان للنشر والتوزيع والإعلام 2000م