إبن الشآم .

إبن الشآم * كانت جريدة "لسان العرب" قد نشرت قصيدة لبدوي الجبل نقلاً عن جريدة "الف باء" السورية مطلعها : 
             ماذا دعاك إلى الشآم وما بها 
                                  الا معالم فرقـة وشــقاق 
فأجابه الشاعر بهذه القصيدة وقد نشرت في العدد 133 في 24 كانون الأول 1921، بعنوان : (إلى جريدة "الف باء" السورية 
                     العراق اخت سوريا) 
       إلى بدوي الجبل :

….. ……. …. ……
… ….. …. … ……

….. …. …. …..
… …… ….. …..

…… … … …….
…. .. …. ….. …

…… .. …. …….
……. … ….. …. (1)

*  *  *

أسفاً تبيتُ رباكِ ، وهيَ مَدَرّةٌ
للرزق ، رهنَ الفقر والاملاقِ 

خدعوكِ إذ سَمّوا قيودَك حِليةً
ما أشبه الاصفاد بالأطواقِ (2)

لكِ في العراق جوانحٌ ملهوفة
تشكو الذي تَشكِينَه وتُلاقي (3)

أني شآميٌ إذا نُسِب الهوى
وإذا نُسبتُ لموطن فعراقي 

ويُذيع منك البرقُ كامنَ لوعتي
فيدي على قلبي من الاشفاقِ (4)

*  *  *

رقت طباعُ بنيك فهي إذا انبرت
سألت كصفوِ نَميرِك الرّقراقِ 

كم في الْجوانح لي إليْهم زفرةٌ
كَمنَت ليوم تزاورٍ وتلاقي 

ورسائلٍ برقيةٍ مهزوزةٌ
اسلاكُها من قلبي الخفاقِ (5)

أما الهَوى فدليلُهُ شَرَقي متى
ذَكَروا ربُاك بدمعي المُهراقِ 

أرَّقْت أجفاني فلو راودتُها
غَمضاً لَما طاوعنَ في الاطباقِ 

قالوا : دِمشق ، فقلتُ : غانيةُ الربى
قالوا : لذاك تطاولُ الاعناقِ 

*  *  *

أبن الشآم سلامَ صبٍ واجد
يُهدي إليكم أكرم الأعلاقِ (6)

يهفو إليكم لوعةً لا مُدَّعي
ما أهونَ الدعوى على العُشاقِ (7)

أنا ما بكيت الشعر ذُل وإنما
أبكي الشُعورَ يُباعُ في الأسواقِ 

أنا للتجاذُب نقطةٌ إن سَّرني
لقياكم ساء العراق فراقي (8)

ما كان أصفى ما أسال من الهوى
هذا اليراع بهذه الأوراقِ


(1) ظهرت هكذا في الجريدة حين نشرها ، ولم يتذكر الشاعر الأبيات التي ظهرت النقاط بلاً عنها .
(2) الأصفاد : في الأصل الأقياد .
(3) حذف بعده الشاعر البيت :
وجدوا القرار مع الوفاق فأبرموا * ومن البلاء تخالف الأذواقِ
(4) الاشفاق : أصلها الأشراق .
(5) مهزوزة : أصلها ممدودة .
(6) صب : أصلها حب .
(7) يهفو إليكم لوعة : أصلها يهوى الحقيقة خبرة.
(8) إن سرني لقياكم : في الأصل إن سركم إشآمتي .

المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الأول-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1973م