في يوم التأميم .

* ألقاها الشاعر في الحفل الكبير الذي أقامته المنظمات الوطنية العراقية في ( براغ ) بمناسبة صدور قرار تأميم أعمال شركة نفط العراق التاريخي في الأول من حزيران عام 1972.
* نشرت في جريدة " الثورة " العدد 1180 في 29 حزيران 1972 بعنوان: ( وافي كفجر ).

وافي كفجرٍ يُولَدُ
يومٌ أَغرُّ محسَّدُ

في كلِ ساع مَخبَرٌ
منه يعِنُّ ومولد

عطرُ الشذاةِ كما تفو
حُ جميلةٌ تَتَنَهّد (1)

وافي يُرَفْرِفُ فوقَهُ
شَفَقٌ يَطُوْفُ مُوَرَّد

حُلْمٌ له قَدَرٌ مع
السَّحَر النَّدِيِ وموعد

ومنىً كأَزهارِ الربيعِ
على المَدى تتجدَّدُ

يومٌ لأيامٍ حسا
نٍ يُرتَقَبْن يُمَهِّد

وعلى ملامحهِ طلا
ئعُ ما سيطلُعه الغدُ

* * *

قل للشباب وهم عرو
قُ حميةٍ تَتَقَصَّد (2)

ومسارجٌ في كلِّ دا
جيةٍ تُضاء وتُوقد

يا خيرَ من تُثْنى عليه
عُرى الرجاء وتُعْقد

وأحقَّ من يُدعى إذا
دُعيت " نَزالِ " ويُقصَد

لمُوا الصُّفوف وحشِّدوا
وخذوا الطريق وأبعدوا

واستهدفوا المرمى البعيدَ
وشَخِّصُوهُ وسَدِّدوا

طُرُقُ الكفاح مذلَّلا
تٌ بالدماء تعبَّدُ

يحيا النضالُ بجمرها
وعلى حصاها يُولدُ

وتوَّحدوا فلطالما
غَنَّيْتُ أن تتوحدوا

ولطالما راح القصيد
ومن دمي يَتَفَصَّد

ولطالما علِقتْ بكم
منه العُيونُ الشُرَّد

فتكاتفوا تُزْند بكم
كتف البلاد وتُعضَد (3)

إن الطوارق لا
تفرق بينكم فَتَوَحَّدوا (4)

وَهَبَ البُحورَ مناعة
نهرٌ بنهرٍ يُرْفَدُ

ما جبهةُ الأَسدِ الشّمو
خِ بها يَصُولُ ويَنْهُد (5)

يُزهى على ضوء الصبا
حِ بغُرة تتوقَّد

يوماً بامنعَ من جبا
هٍ حُرّة تَتَوَحَّد


(1) الشذاة: يريد الشذا الرائحة الطيبة.
(2) تتفصد: تسيل فيها الدماء غزيرة.
(3) تزند من الزند تقوى، وتعضد من العضد تقوى كذلك.
(4) الطوارق جمع طارقة وهي النازلة.
(5) ينهد: ينهض.

المصدر : ديوان الجواهري-الجزء السادس-الجمهورية العراقية-وزارة الاعلام-دار الحرية للطباعة -بغداد 1977م