* نشرت – غير كاملة – في مجلة " الأقلام " العدد الأول من السنة التاسعة، حزيران 1973.
سائلي عما يؤرِّقُني
لا تسلْ عني .. ولا تَلُمِ (1)
حالَ رَيْعانُ الشُّموس ضحىً
وتمشّى الثلجُ في الضَّرَم (2)
وانْطَوَتْ دُنيايَ في كَفَنِي
وتَقَضّى العُمْرُ كالْحُلُمِ
وتمطّى " الغولُ " مُحتَقِناً
من دمٍ يمتصُّ وهو ظمي
ألفُ أُظفورٍ بألف يدٍ
ألفُ نابٍ بينَ ألف فم
ورؤى الأطياف تجرُفُني
قَشةً في سيلها العَرِم (3)
فأنا كالموج منصرماً
في عُباب غيرِ منصرم (4)
وأنا كالبرق منطلقاً
فات حتى خِيلَ لم يُشَم
وأنا كالعود يقضَمه
سارب من سارح النَّعم (5)
**
**
سائلي عما يؤرِّقُني
أنا من ديمومة الظُّلَمِ (6)
أنا من أعماقِ وحشتِها
أنا من ديجورها الهرم (7)
أنا أعمى في متاهتِها
كيفما حطّتْ بها قدمي
ظُلُماتُ النفسِ قد رُسِمَتْ
منذُ خُطّت ظُلمةُ الرَّحِم
وعلى حافاتِها انْتَصَبَتْ
، هُولةً ، أُرجوحةُ العدم (8)
وعلى طولِ المَدى غُصَصٌ
ترقُبُ السرين من أَمَمِ (9)
|
(1) يؤرقني: يسهرني.
(2) الضّرم: اشتعال النار.
(3) العرم: الشديد.
(4) منصرم: منقطع ومنته.
(5) السرب: الذاهب على وجهه في الأرض. النّعم: الإبل والشاء أو خاص بالإبل.
(6) ديمومة الظلم: الديمومة مصدر دام، وديمومة الظلم: الظلم الدائمة.
(7) الديجور: شدة الظلام.
(8) هُولة: مرعبة.
(9) أَمَمِ: قرب.
المصدر : ديوان الجواهري-الجزء السادس-الجمهورية العراقية-وزارة الاعلام-دار الحرية للطباعة -بغداد 1977م