آليت .

ومُقامِرين على " الجوا
د " فكبوةٌ منه بقَمْر (9)

حسدوا الفتى في نِعمةٍ
من دون ما نَشَبٍ ووفر

من دون ما وَرِقٍ سوى
وَرَق من الجنات نضر (10)

لولا خُفُوقُ جناحِهِ
لم تُعْتَرف وثبتُ نَسْر

عاشوا على ساعٍ لسا
عٍ وهو من عصرٍ لعصر

يُحصُونَ وقعَ مزاحفي
وكأنّهم أشياخُ " بدر "

دنيا تلوذُ بواحةٍ
إذ ألفُ قَصرٍ رهنُ قفر

أفكان ذنبي أنّني
أنشودةٌ في كلّ قُطر

أو أن تروحَ قصائدي
وكأنها نفثاتُ سِحر

خُسري خَسارةُ أمةٍ
وكأنّ ربحَهُمُ بخُسري

يا صامداً .. والنازلا
تُ السود تُخلِق ثم تفري (11)

عجباً للحمِكَ لا يُطا
قُ أقُدَّ من زُبُر، وصَخْر ؟! (12)

كم صَلَّ عندَ كعوبه
للوَحشِ من نابٍ وظُفر

* * *

يا صاحبي في الباحةِ القُصوى
وأنت أخي وذُخري

هوّنت كيدَ الكائدين
تمدّ في جَلدي وصبري

أكبرتني أن أختشي
وَغْداً وأن أُعنى بِغرّ

وضربتَ لي أمثولةً
بأبي المُحسَّد والمعرّي (13)

يا سيّدي .. ونداك ذخري
ونثاك مجمرتي، وعطري (14)

شكراً وتلك هديةٌ
يعيا بها فرحي، وشكري

إنَّ الرجولةَ حرّة
كالبحر في مَدٍّ، وجزر

بنتُ الطبيعةِ.. كالنّدى
كالبحرِ، كالنّسماتِ تسري

كالزهرِ يَحمِلُ شوكَهُ
بوجنبه نفحاتُ عطر

يغشى الهجيرَ مغاضبا
ويرقّ مثلَ نسيمِ فجر

ما أهونَ الدنيا إذا
ضاقتْ بسمْحِ النَّفْسِ حُرِّ

وإذا انتهى أمر الأديبِ
بها إلى نهي وأمر

وإلى مدى ما في القرا
ع المُرِّ من نفعٍ وضُرِّ

لا خير في وَمْضِ النجو
مِ إذا خبتْ ومضاتُ فِكر


(9) القمْر بالسكون: الغلب.
(10) الورِق بكسر الراء: الفضة.
(11) تُخلق: تبلى. تفري: تشق وتقطع.
(12) الزبر بضمتين: الحديد.
(13) أبو المحسّد: المتنبيّ.
(14) النثا مقصورا: الثناء.