نظمت هذه القصيدة عام 1955م في ضيافة امرأة تُسمى أم عوف (راعية للغنم) وهو في طريقه إلى مدينة علي الغربي .
يـا (أم عـوفٍ) عـجـيباتٌ iiليالينا
فـي كـل يـومٍ بلا وعيٍ ولا iiسببٍ
يَـدفـن شـهدَ ابتسامٍ في iiمراشفنا
يـا (أم عوفٍ ) وما يُدريك ما خبأت
أنَـى وكـيـف سيرحي من أعنتنا
أزرى بـأبـيـات أشـعارٍ iiتقاذفنا
عِـشـنـا لـهـا حِقباً جُلى ندلَّلُها
تـقـتـات من لحمنا غضاً وتُسغِبنا
يا ( أم عوفٍ ) بلوح الغيب iiموعدنا
لـم يـبـرح العامُ تِلوَ العامِ iiيَقذِفنا
زواحـفـاً نـرتـمي آناً .. iiوآونةً
مُـزعـزعـيـن كأن الجنَّ iiتُسلمنا
حـتـى نـزلنا بساحٍ منك مُحتضِنٍ
مـفـيـئٍ بـالجواء الطلق iiمُنصلتٍ
خِـلـتُ الـسماء بها تهوي iiلتلثمهُ
فـيـه عـطـفنا لميدانِ الصِّبا iiرسناً
يـا ( أم عـوفٍ ) ومـا آهُ iiبنافعةٍ
عـلـى خـضـيلٍ أعارته iiطلاقتها
سـالـتْ لِطافاً به أصباحنا iiومشتْ
سـمـحٍ نـجـرُ بـه أذيـالنا مرحاً
آهٍ عـلـى حـائـرٍ ساهٍ ويرشدنا
آهٍ عـلـى مـلعبٍ – أن نستبدَّ iiبه
مـثـل الطيورِ وما ريشتْ قوادمنا
من ضحكة السَّحَرِ المشبوبِ ضحكتنا
يـا ( أم عوفٍ ) وكاد الحلمُ iiيسلبنا
خـمـسـون زلت مليئاتٍ iiحقائبها
يـا ( أم عـوفٍ ) بريئاتٍ جرائرنا
نـسـتـلهمُ الأمرَ عفواً لا iiنخرِجُهُ
ولا نـعـانـي طـوِّيـاتٍ مـعقدةً
نـأتـي الـمـآتـي من تلقاء أنفسنا
إنْ نـنـدفـع فـبعفوٍ من iiنوازعنا
لا الأرض كـانـت مُـغواةً iiتلقفنا
إذا ارتـكـسـنـا أغاثتنا iiمغاوينا
أو انـصـبـبـنا على غايٍ iiنحاولها
كـانـت مـحاسننا شتى .. وأعظمُها
والـيـومَ لـم تألُ تستشري مطامحنا
يا ( أم عوفٍ ) ) أدال الدهرُ دولتنا
خـبـا مـن العمر نوءٌ كان iiيَرزُمنا
وغـاضَ نـبـعُ صـفا كنَّا نلوذ iiبه
يـا ( أم عوفٍ ) وقد طال العناء iiبنا
آه عـلـى أيـمـنٍ من ربع صبوتنا
كـنـا نـقـول إذا ما فاتنا iiسَحَرٌ
لا بـد مـن مطلعٍ للشمس iiيُفرحنا
والـيـوم نـرقبُ في أسحارنا iiأجلاً
|
|
يُـدنـينَ أهواءنا القصوى iiويُقصينا
يُـنـزلـن ناساً على حكمٍ iiويعلينا
عـذبـاً بـعـلـقم دمعٍ في iiمآقينا
لـنـا الـمـقاديرُ من عُقبى ويدرينا
تَـطـوافُـنا .. ومتى تُلقى iiمراسينا؟
بـيتٌ من ( الشَعَرِ المفتول ) iiيؤوينا
فـتـجـتـوينا .. ونُعليها فتُدنينا
وتـسـتـقـي دمنا محضاً iiوتُظمينا
هـنـا وعـنـدك أضـيافاً iiتَلاقينا
فـي كـلِّ يـومٍ بـمـوماةٍ ويرمينا
مـصـعِّـديـن بـأجواء iiشواهينا
لـلـريـح تـنشُرنا حيناً iiوتطوينا
رأد الضحى والندى والرمل iiوالطينا
لـلـشمس تجدع منه الريح iiعرنينا
والـنـجـم يسمح من أعطافه لينا
كـاد الـتـصـرُّمُ يـلويه iiويلوينا
آه عـلـى عـابـثٍ رَخْصٍ iiلماضينا
شـمـس الـربيعِ وأهدته iiالرياحينا
بـالـمـنِ تـنطِفُ والسلوى ليالينا
حِـيـنـاً .. ونـعثرُ في أذياله iiحِينا
وجـائـرِ الـقصدِ ضِلِّيلٍ iiويهدينا
ويـسـتـبـدَّ بنا – أقصى iiأمانينا
نـطـيـر رهوا بما اسطاعت خوافينا
ومـن رفـيـف الـصِّبا فيه iiأغانينا
خـيـرَ الـطباعِ وكاد العقل يردينا
مـن الـتـجاريب بِعناها بعشرينا
كـانـت ، وآمـنة العقبى iiمهاوينا
مـن الـفحاوي ولا ندري iiالمضامينا
كـمـا يَـحُـلُّ تـلامـيذٌ iiتمارينا
فـيـمـا تـصـرفـنا منها وتُثنينا
أو نـرتـدعْ فـبمحضٍ من iiنواهينا
غـدراً ..ولا خـاتـلٌ فيها يداجينا
أو ارتـكـضـنـا أقـلتنا iiمذاكينا
عُـدنـا غُزاةً ، وإن طاشت iiمرامينا
أنَّـا نـخـاف عـليها من iiمساوينا
وتـقـتـفـيها على قدْرٍ معاصينا
وعـاد غـمْـزاً بنا ما كان iiيزهونا
وغـاب نـجـمُ شبابٍ كان يهدينا
فـي الـهـاجرات فيروينا iiويُصفينا
آهٍ عـلـى حـقـبةٍ كانت تعانينا
كـنـا نـجـول ُ بـه غراً iiميامينا
لا بـد مـن سَـحَـرٍ ثـانٍ iiيواتينا
ومـن أصـيـلٍ عـلى مهلٍ iiيحيينا
تـقـومُ مـن بـعده عجلى iiنواعينا
|
المصدر :