* نظمت في شتاء عام 1949 ، وقد كتبت إلى الشاعر أحدى فتيات بغداد كتاباً تبثه فيه آلامها وهي في ريعان شبابها ، وتعدد له مظاهر القساوة ، والجمود ، والقيود التي تحوطها ، وتستثير فيه الشاعرية لتصوير جزعها من مثل هذا الشباب .
* نشرت في ط 50 ج 2 بعنوان : "برمت" .
برِمْتُ بريَعانِ هذا الشبابِ
![]() تخارَسَ في الفجرِ صدّاحُهُ
![]() وجاء خِضَمَّ الحياةِ الرهيب
![]() وكفَّ عن الجدفِ ملاَّحه
![]() برمتُ فليتَ الرد ى عاصفٌ
![]() بهذا الشباب فيجتاحه
![]() أموتُ وجهدُ الحياةِ اللذيذ
![]() تطوفُ بعينيَّ أشباحه
![]() تُهدهِدُ روحيَ أمساؤه
![]() وتُنعشُ نفسيَ أصباحه
![]() أموتُ وبي ظمأ للشَّجا
![]() تهُبُّ فتعصِفُ أرياحه
![]() فماليْ وللعيشِ لا تُستثارُ
![]() بنار التحرُّقِ أطماحه
![]() وماليْ وللموتِ إن لم ترِفَّ
![]() عليَّ من الحُزن أفراحه
![]() * * *
![]() سيُطربُني وقعُ زحفِ السنين
![]() بسرِّ الحياةِ ، وعُمقِ القِدَمْ
![]() وتفتحُ عينيَّ سُودُ الدياجي
![]() يُنوِّر منها بريقُ الألم
![]() ستُلهِبُني عاصفاتُ الرِّياح
![]() فقد ملَّ سمعي وئيدَ النَّسم
![]() أرى الموتَ نبعَ الحياةِ الجميلَ
![]() إذا خَضَبته الليالي بدم
![]() وعن وهَج الكأس كأسِ الوجود
![]() تُترجِمُ عيناي سرَّ العدم
![]() ألذُّ عناقَ ظِلالِ الحياةِ
![]() تخالَطَ فيها سرورٌ بهم !
![]() ولا أعرِفُ النومَ حتى ترِفَّ
![]() على جانبيهِ نُسورُ الحُلُم
![]() يُصافِقُ منها الجناحُ الجناحَ
![]() وتُوشِكُ من زحمةٍ ترتَطِم
![]() ولم أدر ما يقظةٌ لا تُثارُ
![]() عواصفُها برهيب النَّغم !
![]() |
المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الثالث-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1974م