أمم تجدُّ ونلعَب .

* بدأ الشاعر نظمها عام 1942 ونشر القسم الجاهز منها في جريدة "الرأي العام" العدد 604 في 7 تموز 1942 ، وأكملها عام 1944 ونشرت كاملة في جريدة "الرأي العام" العدد 1001 في 6 ايار 1944 .

أُممٌ تَجِدُّ ونَلعبُ
ويُعذَّبون ونَطرَبُ

المَشرِقُ الواعي يَخُط
مَصيرهُ والمَغرب

فهُنا دمٌ يَتعهَّد
الجيلَ الجديدَ فَيُسكب

وهنا كِفاحٌ – في
سبيلِ تحرُّرٍ – وتوثّب

وهنا جماهيرٌ يخُبُّ
بها زعيمٌ أغلَب

* * *

ونعيشُ نحنُ كما يعيشُ
على الضفافِ الطُحْلُب

مُتطفِّلينَ على الوجودِ
نعومُ فيه ونَرْسُب

مُتذبذِبينَ وشرُّ ما
قتلَ الطُموحَ تَذبذب

نُوحي التطَيرَ كالغُرابِ
إلى النفوس وَتْعَب

ونبُثُّ رُعباً في الصفوفِ
بما ندُسُّ ونكذِب

نَدعو إلى المستعمرينَ
لسوِطهم نَتَحبَّب

نَهوى تَقَربَهم و
فيه حتفُنا يتقرّب

متخاذلينَ كما يشاءُ
تعنّتٌ وتعصّب

إنَّ العراقَ بما
نُحَشِّدُ ضِدَّه ونؤلَّب

بيتٌ على يدِ أهلهِ
مِمَّا جَنَوا يَتخرَّب

* * *

إنَّ الحياةَ طريقُها
وعرٌ بعيدٌ مُجدِب

عرَقُ الجبينِ على
الدماء فويَقها يتصببَّ

ومِنَ الجماجم ما
يَعيقُ الواهنينَ ويُرْهِب

يَمشي عليها الآبِنُ
يُنجِزُ ما تَرَسَّمهُ الأب

ولكَم تخلَّفَ مَعشرٌ
عنها وشُرِّدَ مَوكب

ووراءها الواحاتُ
طابَ مراحُها والمَشرَب

ونُريدُ نحنُ لها
طَريقاً منهجاً لا يُنْصِب (1)

الجَاهُ ينْعَمُ تحتَ
ظِلِّ جِهادِنا والمنَصِب

* * *

قُلْ للشبابِ تحفَّزوا
وتيقَّظوا وتألَّبوا

وتأهِّبوا للطارئاتِ
فانَّها تَتأهَّب

سيَجِدُّ ما سيطولُ
إعجابٌ به وتعجّب

سيزولُ ما كنَّا
نقولُ مُشرِّقٌ ومُغرِّب

ستكونُ رابطةَ الشعوبِ
مبغَّضٌ ومُحَبَّب


(1) ينصب : يتعب .

المصدر : ديوان الجواهري – الجزء الثالث- وزارة الاعلام العراقية / مديرية الثقافة العامة – مطبعة الأديب البغدادية 1973م