الوحدة العربية الممزقة ..
* نشرت في جريدة "المفيد" العدد 104 في 22 آب 1922.
* لم تنشر كاملة بسبب الرقابة الشديدة على النشر ، وقد ضاع ما حذفه الرقيب منها ، ولم يتذكره الشاعر ..
حتى مَ هذا الوعدُ والايعادُ
![]() والى كتمِ الابراقُ والارعادُ
![]() أنا إن غصصتُ بما أحسُّ ففي
![]() فمي ماء وبين جوانجي إيقاد
![]() يا نائمينَ على الأذى لا شامُكم
![]() شامٌ ولا بغدادُكُمْ بغداد
![]() تلك المروج الزاهراتُ تحولت
![]() فخلا العرينُ وصوّح المرتاد
![]() هُضِمت حقوقُ ذوي الحقوق ، وُضيِّعت
![]() تلك العهودُ وخاست الآساد
![]() أعزِزْ على الأجدادِ وهي رمائم
![]() أن لا تُعزَّ تراثَها الأحفاد
![]() فزِعت الى تلك المراقد في الثرى
![]() لو كان يُجدي بالثرى استنجاد
![]() * * *
![]() قَرِّى شعوبَ المَشرقَيْنِ على الأسى
![]() ميعادُ فكِّ أسارِك الميعاد
![]() أخذوا بأسبا السماء تعالياً
![]() واستنزلوكِ الى الثرى أو كادوا
![]() يسمو الخيال بنا ويسمو جهُدهم
![]() بِهمُ ، فكلُّ عنده منطاد
![]() * * *
![]() ايهٍ زعيم الشرق نجوى وامق
![]() لَهجٍ بذكركَ هزَّهٌ الانشاد
![]() ان فَتَّ في عضُدِ الخِلافة ساعدٌ
![]() فلكَمْ هوت بسواعد أعضاد
![]() ولكم تضرَّت في القلوب عواطفٌ
![]() ثم انثنت وكأنهنَّ رماد (1)
![]() خُطَّت على صفحات عزمك آيةٌ :
![]() إن الحياة ترفعٌ وجهاد
![]() حاطت جلالَك عصبةٌ ما ضرّها
![]() أن أبرقت ، أن يكثُر الارعاد
![]() أنا منكم حيث الضُّلو خوافق
![]() يهفو بها التصويبُ والاصعاد
![]() * * *
![]() انا شاعرٌ يبغى الوفاق موِّحد
![]() بين الشُّعوب سبيلُه الارشاد
![]() ما الفرسُ والأعراب إلا كَفتا
![]() عدل . ولا الاتراكُ والأكراد
![]() لم تكفنا هذي المطامع فُرقةً
![]() حتى تُفرِّقَ بيننا الأحقاد
![]() ألغات هذا الشرق سيري للعلى
![]() جنباً لجنب رافقتك الضاد
![]() |
(1) تضرت : اشتدت .
المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الأول-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1973م