هجرت الديار .

هجرت الديار ..
* نظمت عام 1922.
* بعث بها الشاعر إلى الشيخ "محمد علي اليعقوبي" ، وكان قد ترك النجف وأقام في الكوفة .
* نشر منها احد عشر بيتاً في "البابليات" 3/223 ، ومما جاء في مقدمتها :"بعد اندحار الثوار … وانتخاب … فيصل الأول ملكاً على العراق غادر اليعقوبي … النجف إلى الكوفة … فقضى فيها بضع سنين ، ومثلها الحيرة … وفي أثتاء ذلك كتب له الاستاذ شاعر الجيل محمد مهدي الجواهري قصيدة غراء يستطيل غيبته ويستحثه على العودة إلى أندية النجف الأدبية … وذلك في سنة 1340هـ" .

هجرتَ الديارَ فقلتُ العفا
لربع السُّرور وزُوّارِهِ

وبتُّ بليلٍ لفرط الأسى
كَلَيل الضجيع على ناره

وظل يحن فؤاد المشوق
لذكر الحبيب وأخباره

تفيض دُموعي بتَذكاره
زماناً تَقَضّى بأوطاره

ولوبِنتَ – لا بنتَ – عن ذا
المحيط لضاق عليَّ بأقطاره

أطلت المُقام ألا عودةٌ
تحيي "الغريَ" بأنواره

لعمري أساء اليك الصنيع
زمان يُشاب بأكداره

كذا الدهرُ كم حاز من خامل
وحرٍ تصدى لأفكاره

علوت على موجه بعدما
تحداك عارم تياره

تنُم بطيب شذاك البلاد
كما الروضُ فاح بأزهاره

بعيشك شاطر فؤادي الهموم
فقد ضاق صدري بأسراره

فمثلك يُنهِضُ قطرَ العراق
ويَجْمَعُ أشتاتِ أحراره

فلا تحرِمِ الشرقَ من مقولٍ
تروع عداه ببتاره

دُعُوا ودُعيتَ لنظم القريض
فكنت َالسَّبوقَ بمضماره

فهل أنت تغنَمها فُرصةً
فتُنهِضَ قطركَ من عاره


المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الأول-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1973م