الذكرى المؤلمة ..
* من قصائد الشاعر عند تركه العراق لأول مرة مصطافاً في ايران … يتشوق للعراق.
* نشرت في مجلة "الحرية" عام 1924.
أقول وقد شاقتنيَ الريحُ سحرةً
![]() ومَنْ يذكرِ الاوطانَ والأهلَ يَشْتَقِ
![]() ألا هل تعودُ الدارُ بعد تشتُّتٍ
![]() ويُجْمَعُ هذا الشملُ بعدَ تفرُّق
![]() وهل ننتشي ريحَ العراقِ وهل
![]() لنا سبيلٌ الى ماء الفرات المصفَّق
![]() حبيبٌ إلى سمعي مقالةُ "احمدٍ" :
![]() "أأحبابَنا بين الفراتِ وجِلَّق" (1)
![]() فو اللهِ ما روحُ الجنان بطيّبٍ
![]() سواكم ولا ماءُ الغوادي بريق
![]() ووالله ما هذي الغصونُ وإن هَفَتْ
![]() بأخْفَقَ من قلبي إليكم وأشوق
![]() شرِبنا على حكمِ الزمانِ من الأذى
![]() كؤوساً أضرت بالشراب المعتق
![]() فما كان يَهنيه صَبوحٌ ومغبقٌ
![]() فإن من البلوى صَبوحي ومغبقى
![]() * * *
![]() خليليَ لا تُلْحى سهامُ مصائبٍ
![]() أُتيحت فلولا حكمه لم تُفَّوق
![]() تعنف أحكام القضاء حماقة
![]() كأن القضاءَ الحتمَ ليس بأحمق
![]() كفى مخباً بالحال أنْ ليس مُنيةٌ
![]() لنفسيَ إلا أن نعودَ فنلتقي
![]() وما فارسٌ الا جنانٌ مُضاعةٌ
![]() ويا رُبَّ خمْرٍ لم تجد من مُصفق
![]() هنيئاً فلا مسرى الرياح بخافتٍ
![]() وبيٍّ ولا مجرى المياهِ بضيّق
![]() اتى الحسنُ توحيه إليها من السما
![]() يدُ الغيث في شكل الكمام المفتَّق
![]() مضى الصيفُ مقتاداً من الحسن فيلقاً
![]() وجاء الشتا زحفاً إليها بفيلق
![]() كأن الثلوجَ النازلاتِ على الرّبى
![]() عمائمُ بيضٌ كُوِّرتْ فوق مَفْرِق
![]() |
(1) أحمد : أبو العلاء المعري .
المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الأول-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1973م