جناية الأماني .

جناية الأماني …
* نظمت عام 1921 عارض بها قصيدة محمد رضا الشيبي "باطل الحمد ومكذوب الثنا" :
                  فتنة الناس وقينا الفتنا
                                باطل الحمد ومكذوب الثنا 
* نشرت في مجلة العرفان الجزء الثاني من المجلد السابع في تشرين الثاني 1921 .

جَلَبتْ ليْ الهم والهمُّ عنا
آهِ ما أروحنى لولا المُنى

آهِ ما أخيَبني من غارسٍ
شجر الآمالِ لكن ما جنى

كلما حُدِّثتُ عن نجمٍ بدا
حدثتني النفس أنْ ذاك أنا

أملٌ أخشى عليه زمني
فلو استطعت أطلتُ الزمنا

لا تذكرني الهنا يشجو الحشا
ذكره إني ألِفت الشَّجنا (1)

إنما أشكو حياة كلُّها
تَبعاتٌ كنتُ عنها في غِنى

لا تَخْلهُ في هناءٍ ظاهرٍ
كلُّ مَن في الأرض لا يدري الهنا

غرّد الطير فقالوا : مسعدٌ
رُبَّ نوحٍ خاله الغرُّ غنا

وانثنى الغصن ولولا أنه
حامل ما لم يُطِقْهُ ما أنثنى

أتُرى الانجم طرّاً تشتكي
ذا أم الآلام خَصتْ نجمنا ؟

باتَ يرعى الشُّهْبَ مضنىً جالباً
سَهَراً راق له وهو ضنى

أتُرى اسجليتُ منها غامضاً
أنت يا من بالدراري افتتنا

آهِ ما أبهاكَ يا ليلُ على
ظُلمة فيك وما أجلى سنا !

أتُرى مرتَهناً بات بك
البدر أم بِتَّ به مرتهنا

قمِنٌ أنت ذا لم تهوَهُ
فبه سرُّكَ أضحى عَلَنا

كم فؤادٍ فيك مطويٍ على
حُرَقٍ من غير ما ذنبٍ جنى

ومعنًّى أزعج الشُّهبَ له
حر أنفاسٍ فُرادى وثُنى

فعلى الرفق فما أبقى الأسى
أملا يُجدي على الرفق بنا

* * *

أنا حَّملتُك يا طيرُ الأسى
أنا ، حتى عُدتَ منه ألكنا

تلك أثقالُ المنى شاطَرتْنَي
حَمْلها أنت فأسديك الثَّنا

أنتَ مثلي شاعر معتزل
فتغنى كي تُميلَ الغصنا

أنتَ لا تطلُب ما لا ينبغي
فدع الألقاب عنّا والكُنى

أنتَ يا آمالُ قد عاهدتني
بالوفا لا لا تخوني عهدَنا

غنّني باسم عراقي تشجُني
واتركِ الشَّام وخلِّ اليمنا

لا أرى لي بدلا عنه وقد
عذُب الوِرْد وطاب المجتنى

أتُرى يُغنيك عنه وطن
أنت يا من خان هذا الوطنا

لم تَبِعْ شعبَك لو أنصفتَه
فمِن الشَّعب قبضتَ الثّمنا

خلَّفَ المجدَ لنا من سلفوا
افيُخزي عارُنا مَن بعدنا


(1) يشجو : في الأصل يشجي .

المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الأول-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1973م