الأحاديث شجون .

الأحاديث شجون …
* من قصائد الشاعر خلال رحلته الأولى إلى ايران عام 1924 … وهو يتشوق فيها إلى العراق ، ويندب حاله التي كان عليها آنذاك.
* نشرت في مجلة "الحرية" عام 1925.
* نشرت في جريدة "المفيد" في العدد 364 في 6 نيسان عام 1925 بعنوان :"بين الغربة والوطن".

جَدِّدي ريحَ الصبَا عهد الصِبا
وأعيدي فالأحاديثُ شُجونُ

إن أباحتْ لكِ أربابُ الهَوى
سِرَّه فالحكمُ عندي أن يصونوا

جدِّدي عهدَ أمانيه التي
قُرِنَ العيشُ بِها نِعمَ القرين

يومَ كنّا والهوى غضٌّ وما
فُتِحَتْ إلاّ على الطُهْر العُيون

ما عَلِمنا كيفَ كُنّا ، وكذا
دينُ اهلِ الحبِّ والحبُّ جُنون

* * *

أشرقَ البدرُ على هذي الرُبى
أفلا يُخسِفُه منكُمْ جَبين

جَلَّ هذا الجِرمْ قدراً فلقد
كادَ يهتزُّ له الصخرُ الرزين

كل أوقاتيَ رهنٌ عندَه
الدجُى . الفجرُ. الصبحُ المبين

* * *

سَألونا كيف كنتمْ ؟ إن مَنْ
دأبُه ذكرُكمُ كيفِ يكون !

هوَّن الحبَّ على اهل الهَوى
أن تَركَ الحبِّ خطبٌ لا يهون

ما لهُمْ فيه مُعينونَ وما
لذَّةُ الحب إذا كان مُعين

ميَّزَت ما بين أرباب الهوى
ودَعاويهم : وجوٌ وجُفون

وهواكُمْ لا نَقَضْنا عهَدكُمْ
وَضمينٌ لكُمُ هذا اليمين

ايفى النجمَ فيبقى ساهراً
مُحيياً سودَ الليالي ونخون

شَرَعٌ في الناس والدينُ وعودٌ
عم فيها الخُلْفُ والوعدُ ديون (1)

أين من يُرضيكَ منه حاضِرٌ
وهو في عِرضِكَ إن غبتَ ضَنين

فعلى الخير يقينٌ ظَنُّهُ
وعلى الشرِّ فكالظنِ اليقين

* * *

جدِّدي كيف اطِّراحي فارساً
ولمرأى وَطَني كيفَ الحنين

وَسلي قلبيَ لِمْ ضاقتْ به
فارسٌ وهي رياضٌ لا سُجون

ضَحِكَت فيها من الروض وجوة ٌ
وجَرَت بالسَلْسَلِ العَذبِ عُيون

واكتَسَتْ بالحسنِ هاماتُ الرُبى
كيفَما شاءَ لها الغيثُ الهَتون


(1) شرع : سواء.

المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الأول-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1973م