الشاعر …
* نشرت في مجلة "لغة العرب" التي كان يصدرها الأب "انستاس ماري الكرملي" عام 1924. ونقلتها عنها مجلة "الأحرار" السورية "لجبران تويني".
لا أريدُ "الناي" إني
![]() حاملٌ في الصدرِ نايا
![]() عازفاً آناً فآناً
![]() بالأماني والشَّكايا
![]() ألبلايا أنطَقتْهُ
![]() سامحَ اللهُ البلايا
![]() حافظاً كلَّ الذي
![]() مرَّ عليه كالمرايا
![]() سّيء الحالِ ولكنْ
![]() حَسُنَت منه النَّوايا
![]() حجزَ الهمُّ على
![]() أنفاسِه إلاَّ بقايا
![]() أفلتت في نَبراتٍ
![]() شائعاتٍ في البرايا
![]() ترقصُ الفتيانُ إن
![]() غَنَّيتُ فيه والفتايا
![]() هو وِردي في صباحي
![]() وصَلاتي في مسايا
![]() مُعجِزٌ تهييجُهُ كلَّ
![]() المُغَنّينَ سِوايا
![]() أدركتْ ظاهره النّاَسُ
![]() وأدركتُ الخفايا
![]() * * *
![]() رنَّةُ المِعَولِ في
![]() الحفرةِ صوتٌ لِلمنايا
![]() كومةٌ للرملِ أم
![]() جُمجمةٌ طارتْ شظايا
![]() حملَ الناسُ سكوناً
![]() وجَلالاً في الحنايا
![]() شاعراً أدركهُ الموتُ
![]() غريباً في الزوايا
![]() سبرَ الأفق بعينٍ
![]() أدركتْ منه الخبايا
![]() فانبرى يُوحي إلى النَّاس
![]() منَ الأسرارِ آيا
![]() ثمَّ أغفاها وفي
![]() النَّفْسِ ميولٌ ونوايا
![]() * * *
![]() قالَ لمَّا لَقَّنوهُ :
![]() أنَا لا أملكُ رايا..
![]() لستُ أدري ما أمامي ..
![]() لستُ أدري ما ورايا
![]() لا أرى مَن شيَّعوني
![]() منكمُ إلاَّ مطايا !
![]() رجعتْ ، إذ لم يجدْ
![]() سائقها للسيرِ غايا
![]() حَزِنَ "الشيخُ" ولكنْ
![]() ضحِكتْ منه الصبَّايا
![]() |
المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الأول-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1973م