ذكرت الوئام .

ذكرت الوئام …
* نظمت عام 1921.
* عارض بها قصيدة "محمد رضا الشيبي" (وصف حديقة) :
                     وناظرة خف فيها النسيم
                                  فخف إلى قصدها محملي
* نشرت في مجلة "العرفان" الجزء الرابع من المجلد السابع الصادر في كانون الثاني 1922 بعنوان : "أيا ليل" . وفي مجلة "الهلال" المصرية الجزء التاسع في حزيران 1922. وفي جريدة "المفيد" العدد 62 في 28 حزيران 1922 بعنوان : "ذكريات الوئام" . وفي "حلبة الأدب" وقد جعل الشاعر قصيدة الشيبي بعنوان :وهم ينظرون لنا من علٍ" .

وليلٍ ذكرتُ به صبوتي
فعُدتْ إلى الزمن الأولِ

تجردت عن تَبِعات الجدود
وبتُّ عن الغير في معزلِ

قست شُهْبُهُ عن شَكاه الهوى
وحدّقن شزراً ولم تحفل (1)

أبثُّ لها همَّ عصرٍ مضى
فتبسِمُ عن عصريَ المقبل

سهِرنا وشتانَ ما بيننا
وأين من المستهام الخلي !

أمانٍ تسامت فمِنْ أجلِها
حياتي ، وفي شرحها مجملي

وآنست في جنُحه وَحْدتي
فبِتَّ كأنيَّ في محفِل

سكون الدجى وجلال الغرام
جناحان للشاعر الأعَزل

* * *

وعاذلةٍ في الهوى لو درت
بحال المحبّين لم تعذل (2)

"ذكرت الوئام" فمن عَبرةٍ
تسيل ومن زفرة تعتلي

كمالك جر عليك الفناء
أخا القرد ليتك لم تَكْمُلِ

كأنَّ الدُّنا خص في واحد
فكلٌ يقول الذي فيه لي

* * *

وهاتفةٍ راعها مقدمي
فلاذت بأغصانها المُيَّل (3)

أيا وُرقُ لا تُذْعَري ، إننا
شربنا العواطف من منهل

ولا تُنفِري سانحات المها
أصَبتِ الأمانَ على المقتل

ويا ليلُ رددْ صدى من مضى
وأن كنتَ يا ليلُ لم تعقِل

فكم بثَّ مثلي أخَو حسرة
إليكَ الغرام فلم تحفِل

ويا بدرُ كرر حديث الشُّجون
فلولا هوىً بك لم تضؤل

ايا ليل كم فيك من خاطر
لذي لوعة بالأسَى ممتلي

وكم مقلة فيك سهرانة
وكم غُلَّةٍ فيك لم تُبْلل

تجلّى بكَ البدرُ ربُّ الجْمال
فهام بطلعته المجتلي

* * *

أيا ليلُ هام بك المغرمون
لما فيك من عالم أمثل

فرَاشاً بجنحك حاموا على
سنا البدرِ ينزل أو يعتلي (4)

على رَغَدٍ أيها النائمون
فَجفنيَ بالغمض لم يُكحل

وياليل رُحماكَ يا ذا الجلال
ويا بدر عطفاً فأنت العلي


(1) تحفل : في الأصل تخجل.
(2) بحال المحبين : في الأصل سمي العواطف.
(3) يريد بالهاتفة الطائرة وقد ورد الحديث عن الطائرة في قصيدة الشيبي.
(4) ينزل أو يعتلي : في الأصل في جوك المصقل.

المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الأول-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية