سأقول فيك …
* نظمت في براغ ، عام 1962.
سأقول فيكِ ولا أخافْ
قولاً يُهابُ .. ولا يُعافْ
سأقول فيكِ من الضمير
من الصميم .. من الشَّغافْ
سأقولُ فيكِ بدون
تعميةٍ ، ولا حَذْفِ المضاف
سأجاذبنَّ لك النجومَ
لينسجمنَ مع القوافْ
سأُنَزِّلَنَّ .. لِيخَدُمّن
سريركِ .. السُّوَرَ اللِطاف
سأوُججُ النيرانَ من
نهديك في الشَّبم النطاف (1)
سأقولُ فيكِ .. ولا أخافْ
أوَ ثَمَّ غيرُكِ من يُخاف ؟
* * *
سأقول فيك ولا أخاف
فليس يملِكُني أحدْ
لا ، ليس في عنقي مَسَدْ
لا ، لستُ موعوداً بغد (2)
يا من أقمتِ على الأسَد
من سِحْر عينيكِ الرَّصَد
لم ترفعي عنكِ المِشَدّ
حتى تَبَلَّد ذو اللِّبد
لم تدر قبلكِ أيّةُ
لبوةٍ .. هذا الجسد
* * *
سأجرر الدنيا إليكِ
ليستشفوا ما لديكِ
سأقول: مُدّي نحوهم
عَشْرَ الأنامل من يَدَيك
ودعي شذا "العُضّاب"
– يذكي جمرهم – من خنصريك
سأريهم غرف الجنان
ولا أُزحزح ما عليكِ
سأقول : هم أدنى ..
وأضعف أن يَرَوْك بصَفحتيك
ألْوي بوجهكِ عنهُمُ
لا يقربوا من وجنتيك
سأقول: حسبُهُمُ من
الأفضال رعشة مقلتيك
|
(1) الشبم: البارد.
(2) المسد: الليف، أي: ليس في عنقي حبل من مسد.
المصدر : ديوان الجواهري-الجزء السابع-الجمهورية العراقية-وزارة الاعلام-دار الحرية للطباعة -بغداد 1980م