الذكرى الباقية ..
* قطعة أهدى الشاعر بها ديوانه " بريد الغربة " إلى أحد الشباب العراقي وكان مرافقاً له أثناء انعقاد مؤتمر الطلبة الأكراد في ميونخ عام 1962، وألقى فيه قصيدته:
قلبي لكُردستانَ يُهدَى والفَمُ
ولقد يجودُ بأصغَرَيه المُعدِمُ .
"أطالبُ" إننا أسرَى حياةٍ
![]() تخُطُّ لها المصيرَ يدُ الزمانِ
![]() تقرِّبُنا، وتُبعِدُنا ليومٍ
![]() به تُذرَى هباءً كالدُخان
![]() ولن يبقَى سِوى الذكرى بديلٌ
![]() وهل يُغني السَماعُ عن العِيان
![]() أطالبُ: إنْ تُفرِّقْنا الليالي
![]() كما انفرطَ الجُمان عن الجُمان (1)
![]() فكلُّ أخٍ مفارقُه أخوه
![]() لعَمرُ أبيك إلاّ الفَرقَدان (2)
![]() وتَرجِيعاً لأحلَى ذكرياتٍ
![]() كأصداءِ المثالثِ والمثاني (3)
![]() |
(1) الجمان: اللؤلؤ.
(2) الفرقدان: نجمان في السماء لا يفترقان وهذا البيت المضمن لعمرُ بن معدَ يكرب، ويروى لسوار بن المضرب كما في شرح أبيات الكتاب.
(3) المثالث والمثاني: أوتار العود.
المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الخامس-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1975م