بائعة السمك في براغ ..
* نظمت عام 1965
* نشرت في "بريد الغربة".
وذاتَ غداةٍ وقد أوجفتْ
![]() بنا شهوةُ الجائعِ الحائرِ (1)
![]() دَلَفنا ل " حانوتِ " سمَّاكةٍ
![]() نُزَوَدُ بالسمكِ " الكابري " (2)
![]() فلاحتْ لنا حلوةُ المُجتلى
![]() تَلَفَّتُ كالرشأ النافر (3)
![]() تَشُدُّ الحِزامَ على بانةٍ
![]() وتفْتَرُّ عن قمرٍ زاهر (4)
![]() من " الجيك " حسبُكَ من فتنةٍ
![]() تضيقُ بها رُقيةُ الساحر (5)
![]() فقلنا: علينا – جُعِلنا فداكِ
![]() بما اخترتِ من صيدِكِ النادر
![]() فجاءت بممكورةٍ بضةٍ
![]() لعوبٍ كذي خبرةٍ ماكر (6)
![]() تُنفِّضُ بالذيلِ عِطرَ الصِبا
![]() وترمقُ بالنظرِ الخازر
![]() تكادُ تقولُ: أمثلي تموتُ ..؟
![]() لُعِنتَ ابنَ آدمَ من جائر
![]() أما في الصِبا ليَ من شافعٍ ..؟
![]() أما لابنةِ " الجيك " من زاجر ؟
![]() أما ليَ من عودةٍ تُرتجى
![]() لمسبحِ أترابيَ الزاخر ؟
![]() ألا رجعةٌ لحبيبٍ جَوٍ
![]() حزينٍ على غيبتي ساهر ..؟ (7)
![]() وَدَبَّ القنوطُ على وجهِها
![]() وسالَ على فمِها الفاغر (8)
![]() * * *
![]() وأهْوَتْ عليها بساطورِها
![]() فيالكِ من جُوءدرٍ جازر (9)
![]() وثنَّتْ.. فشبَّتْ عروسُ البحارِ
![]() وَقرَّتْ على الجانبِ الآخر
![]() فقلنا لها: يا ابنة الأجملينَ
![]() من كلِ بادٍ ومن حاضر (10)
![]() ويا خيرَ من لقَّنَ الملحدينَ
![]() دليلاً على قُدرةِ القادر
![]() جمالُكِ، والرقةُ المزدهاةُ
![]() خصمانِ للذابحِ الناحر !!
![]() وكفُّكِ صيغَتْ للثمِ الشفاهِ
![]() وليست لهذا الدمِ الخائر
![]() فقالت: أجلْ أنا ما تنظرانِ
![]() وإن شقَّ ذاك على الناظر
![]() تعلَّمتُ من جفوةِ الهاجر !!!
![]() ومن قسوةِ الرجل الغادر !!!
![]() |
(1) أوجفت: أسرعت.
(2) دلف: تقدم، يريد دخلنا. الكبر: من ألذ أنواع السمك الطري وأشهاها.
(3) الرشأ: الغزال.
(4) البانة: ضرب من الشجر ساقه طويل وأغصانه طويلة تشبه به قدود الحسان ذوات القوام الممشوق.
(5) رقية الساحر: تعويذته.
(6) ممكورة: سمينة. بضة: بيضاء.
(7) جو: مشتاق ملتاع.
(8) الفاغر: المفتوح.
(9) الجؤذر: بفتح الذال وضمها ولد البقرة.
(10) البادي: من البادية. والحاضر: من الحاضرة أي المدينة.
المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الخامس-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1975م