لا تذعه ..
* ترجمها الشاعر عام 1963، عن الفرنسية التي يلم بها بعض الإلمام.
لا تُذِعْه على أعزِّ صديقِ
![]() وعلى الطِرس لا تخطَّ الحروفا
![]() وبرمل الغاب الندي الرقيقِ
![]() إذ سنا الشمس يستطير زفيفا
![]() ويناغي أدواحَه والحفيفا
![]() لا تخطِّطْه ثَمَّ عَبْرَ الطريقِ
![]() * * *
![]() لا تُذِعْه حتى لبُرعمِ وَرْدِ
![]() بثَنِّيات شَعرها يتَخفَّى
![]() يتمَلَّى منه أريجاً ولطفا
![]() لا تُذعْه حتى إذا الجفنُ رَفَّا
![]() بنُعاسٍ على السُبات العميقِ
![]() * * *
![]() وإذا مُتَّ في فراش الفراقِ
![]() بانتظارٍ مُرٍّ ليوم التلاقي
![]() فاحترمْه والروح عند التراقي (1)
![]() لا تُذعْه حتى لقَبْرٍ عميق
![]() * * *
![]() إنَّ عهدَ الصديق غيرُ وثيقِ
![]() وسطوراً تُخَطُّ عَبرَ الرُقوق
![]() هنّ نَهبٌ لأعينِ الرُقباءِ
![]() وترى الغابَ في مَدِبِّ الشتاء
![]() والتقاءِ السُيول بالأنداء
![]() عرضةً لاِّمحاء ما خُطَّ فيهِ
![]() وشذا الورد بين غُنْجٍ وتيه
![]() في ثنايا جَدائلٍ لفَّاء
![]() قد يُغنَّى بسحرها للهواء
![]() * * *
![]() ومتاهُ القبرِ العميقِ السحيقِ
![]() حيثُ يَلقَى الغُروبُ عبء الشِروق
![]() طالما بَثَّ سرَّه للعَراءِ
![]() لا تذع سرَّ كل بُرءٍ وداء
![]() رمزَ معنى هَناءة وشَقاء
![]() لا تُذِعه حتى لصَبِّ مشوقِ
![]() |
(1) الترقي: جمع جمع ترقوة وهي عظام أعلى الصدر.
المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الخامس-الجمهورية العراقية-وزارة الاعلام-مطبعة الأديب البغدادية -بغداد 1975م