براها ..
* نظمت صيف عام 1961، عندما ألقى الشاعر رحاله في " براغ " ضيفاً على الحكومة التيشكوسلوفاكية مهاجراً من العراق. والجيكوسلوفاكيون يسمون عاصمتهم"براها".
* نشرت في " بريد الغربة ".
حسناءُ ! رِجلُكِ في الركابِ
![]() ويداكِ تعبثُ بالكتابِ
![]() وأنا الظميءُ إلى شرابك
![]() كان من ريقي شرابي (1)
![]() حسناءُ زاد من اضطرابي
![]() بغيُ التنقص في اضطرابي
![]() حسناءُ ساعتُكِ التي
![]() دوَّرتِ كانت من طِلابي
![]() حاولتُ أجعلها الذريعةَ
![]() لاحتكاكي واقترابي
![]() عبثاً فقد أدركتِ ماتبغي
![]() القُشورُ من اللباب
![]() كنتِ العليمةَ بابن
![]() آوى إذ تَحَلَّق للغراب (2)
![]() ذلُّ السؤالِ جرعته
![]() فبخلتِ حتى بالجواب
![]() ما كنتُ أعرف قبل هذا
![]() اللطفِ ما لطفُ التغابي
![]() * * *
![]() حسناءُ لم يعسُر طِلابي
![]() إن كان ما بكِ مثلَ ما بي
![]() لكن بكِ المرحُ اللعوبُ
![]() وسحرهُ ودمُ الشباب
![]() وبيَ الذي لا شيءَ يعدل
![]() قبحَه إلاَّ التصابي
![]() وخطُ المشيبِ كأنّه
![]() كلأٌ تهيَّأ لاحتطاب
![]() * * *
![]() حسناءُ والدنيا وأنت
![]() ومن عليها لانقلاب
![]() ما كان مدعاةَ اقترابٍ
![]() عاد مدعاة اجتناب
![]() إنْ يمشِ في فَوديَّ،
![]() – مبيضَّين – عودٌ من ثقاب (3)
![]() فلقد أروح لَّمِتي
![]() كهلالِ عيدٍ في ارتقاب
![]() * * *
![]() حسناءُ إنَّ الحُبَّ
![]() والصَّبواتِ من شأني ودابي
![]() أنا نحلةٌ لمَّت من الزهر
![]() المجاجَ من اللُّعاب (4)
![]() ورَمَت به شُهداً يُلطِّفُ
![]() من مرارة كل صابِ (5)
![]() حسناءُ لو كان الهوى
![]() والحبُّ يؤخذ باغتصاب
![]() قد كان ما بيني وبينَكِ
![]() قربَ مِطرقةٍ وباب
![]() بل كان بُعدَ المشرقَين
![]() وقد رَجَعت إلى صوابي
![]() كنَّا كأبعد ما يُرى
![]() مُتعذِّران على انجذاب
![]() |
(1) الظميء: الظمآن.
(2) في البيت إشارة إلى حكاية ابن آوى والغراب المعروفة. ويريد بـ ” تحلق ” فتح حلقه.
(3) فودا الرأس: جانباه.
(4) مُجاج النحل: العسل.
(5) الصاب: شجرمُرّ.
المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الخامس-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1975م