* نظمت عام 1923م
وقفت عليه وهو رِمةُ أطلالِ
![]() أسائله عن سيرة العُصُر الخالي
![]() مضَوا أهلُه عنه وخُلّف موحشاً
![]() معاصرَ أجيال مترجمَ أحوال
![]() خليلَيَّ ما لوح الكتاب مخلَّداً
![]() أفصحَ منه وهو مندرس بالي
![]() مهيجَ بلبالٍ " المناذرةِ" الأولى
![]() بأنسك هجتَ اليومَ بالحزن بلبالي
![]() أهابُك إنْ أدنو اليك كأنني
![]() أرى الملكَ الغضبانَ َفي دسته العالي
![]() أفي يوم بؤسٍ أم نعيم زيارتي
![]() إليك لَقد خاطرت بالنفس والمال
![]() أخاف "أبا قابوس" أن لا يسره
![]() لساني ولا يُرضيه شكلي ولا حالي
![]() أبعد ابن ذبيانٍ زيادٍ لسانِهِ
![]() ونابغِه يُصغي ليسمعِ أقوالي
![]() بلادك يا "نُعمان" سلْ كيف اصبحت
![]() فغيرُك ليس اليوم عنها بسآل
![]() فلا تحسبنْ أن العروبة معقِلٌ
![]() منيعٌ : فقد أضحت نِهابباً لدُخّال
![]() ولا تحتقرْ هذا المقالَ فانه
![]() وإن قلَّ . يكبو دونه كل ُّ قوّال
![]() لقد أعدت العربَ المقاويلَ رطنةٌ
![]() وزمزمةٌ ليست بزجر ولا فال
![]() لو أن "زياداً" و "المنخّلَ" راجعا
![]() زماني لما جاءا براء ولا دال (1)
![]() يَعيبُكِ يا أمَّ الجمال مبغَّضٌ
![]() من القول عارٍ عن جمال وإجمال
![]() خليليّ باع الناس بخساً بلادهم
![]() فما لي وحدي سُمتها الثَمن الغالي
![]() |
(1) الراء اشارة إلى قصيدة “المنخل اليشكري شاعر النعمان” المعروفة ومطلعها :
ان كنت عاذلي فسيري -*- نحو العراق ولاتحوري
والدال اشارة إلى معلقة “النابغة الذبياني” ومطلعها :
من آل مية رائح أو مغتدي -*- عجلان ذا زاد وغير مزود
المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الأول-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1973م