في الطيارة .

في الطيارة … 
أو على أبواب المفاوضات 
* نشرت في جريدة "الزمان" لصاحبها "إبراهيم صالح شكر" العدد 10 في 15 آب 1927م .

حيّاك ربُّك غادياً أو رائحا
مستسهلاً نَهْجَ الهدايةِ واضحا

أمواجُ دجلةَ والفراتِ تدفَّقا
عَذباً فراتاً عاد بعدك مالحا

أيّامُنا بك كلهن سوانحٌ
ومتى تشأْ – حوشيت – كُنَّ بوارحا

لولاك ما كان العراقُ وأهلُهُ
إلا قطيعاً في فلاةٍ سارحا

سُسْتَ الحوادثَ بالروية جاهداً
وحملتَ أعباءَ الخطوبِ فوادحا

وأذْبتَ نَفْسكَ في رياضةٍ موطنٍ
لولا جهودُك كان صعباً جامحا

لُقيِّتَ أصلَح غايةٍ يامن سعى
للهِ والأوطانِ سعياً صالحا

في ذمة الوطن المفدّى أن تُرى
مُتغِّرباً وعن المواطن نازحا

* * *

عَرَفتْك أقطاب السياسةِ ساهراً
بهمومه ولخير شعبك كادحا

"باريسُ " تعرِفُ ثم " لندنُ " موقفاً
خُضْت السياسة فيه لُجاً طافحا

و "التاج" اذ نَقَمت عليه عصابةٌ
قامرتَهُمْ فيهِ فكنت الرابحا

* * *

مولايَ ثقْ إن الجْوانحَ ثرّةٌ
بولاء عرشِكَ مَا بقينَ جوانحا

سر واثقاً بجهاد شعبٍ طامحٍ
ولقد يسرُّكَ أن تراه طامحا

قل إن أتيتَ من "الحليفة" دارَها
ولقيِتَ شعباً للشعوب مكافحا

"شعبي" وفي كفي نجاحُ مصيره
يرجو ويأملُ أن يرانيَ ناجحا

شعبي يُريد الرافدين لنفسه
لا أن يكونَ "الرافدان" منائحا

يشنا على العذب الفرات منافقاً
ويحب في السم الذعاف "مصارحا"

"كوني" له الخلَّ النصيحَ سريرةً
وَجهارة تجدِيهِ خلا ناصحا

كيما تصانَ مصالحٌ لك عنده
"صوني لابناء العراق مصالحا"

* * *

مولايَ : عاطفةُ الأديب وشعرُهُ
كالَّزند يوري إنْ يصادفْ قادحا

عاشت برغم "الظالمين" قريحتي
ولكم أمات "الظالمون"قرائحا

مدح الملوكَ "الشاعرون" وإنما
أفرغتُ" قلبي" للمليك مدائحا

في ظل مغناك الكريم ولطفِه
ابداً أُجيد "خواطراً" ..و "سوانحا"(1)


(1) مغناك : في الأصل مولاي .

المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الأول-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1973م