* نشرت في جريدة "العراق" العدد 3418 في 29 حزيران 1931 بعنوان : "إلى روح فقيد الشباب حسن الظاهر" .
* القيت في مجلس الفاتحة المقام له في بغداد في 26 حزيران 1931 .
* نشرت في ط35
حَمَلَتْ إليك رسالةَ المفجوعِ
![]() عينٌ مرقرقةٌ بفيضِ دموعي
![]() لاتبخَسوا قَدْرَ الدموع فانها
![]() دفعُ الهموم تَفيضُ من يَنْبوع
![]() للنفس حالاتٌ يَلَذُّ لها الأسى
![]() وترى البكاءَ كواجبٍ مشروع
![]() وأمضَّها فقدُ الشبابِ مضرَّجاً
![]() بدمائه من كفِ غير قريع
![]() أأبا فلاحٍ هل سمعتَ مَنَاحَةً
![]() وَصَلَتْ إلى أسماعِ كلِّ سميع
![]() قد كنتَ في مندوحةٍ عن مثلِها
![]() لولا قضاءٌ ليس بالمدفوع
![]() أبكيكَ للطبعِ الرقيقِ وللحِجىَ
![]() أبكي لحبلِ شبابِكَ المقطوع
![]() أبكيك لستُ أخْصُّ خلقاً واحداً
![]() لكنما أبكي على المجموع
![]() * * *
![]() جَزَعاً شقيقيه فهذا موقفٌ
![]() يَشْقَى به من لم يكنْ بجَزوع
![]() أن التجلُّدَ في المصاب تطبُّعٌ
![]() والحزنُ شيءٌ في النفوس طبيعي
![]() وإذا صدقتُ فانَّ عينَ أبيكما
![]() قد خَبَّرَتْ عن قلبِه الصدوع
![]() شيخوخةٌ ما كان أحوجَها إلى
![]() شملٍ تُسَرُّ بقربِهِ مجموع
![]() وبحَسْبِ "أحمدَ" لوعة (أنَّ ابنهُ)
![]() "لبس الغروبَ ولم يَعُدْ لطلوع" (1)
![]() لو تأذنون سألتُهُ عن خاطرٍ
![]() مُبْكٍ يَهُزُّ فؤادَ كلِّ مَروع
![]() أعرفْتَ في ساعاتِ عُمْركَ موقِفاً
![]() بَعَثَ الشُّجونَ كساعةِ التوديع؟
![]() * * *
![]() إني رأيت القولَ غيرَ مرَّفهٍ
![]() لكن رأيتُ الصمتَ غيرَ بديع
![]() فأتتك تُعْرِبُ عن كوامنِ لوعتي
![]() مقطوعةٌ هي آهةُ الموجوع
![]() |
(1) هذا الشطر من بيت للشريف الرضي :
قمر إذا استخجلته بعاته * لبس الغروب ولم يعد لطوع
المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الثاني-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1973م