أزح عن صدرك الزبدا .

وتخشى الزُّهدَ تَعْشَقُهُ
وتعشَقُ كلَّ من زهِدا

ولا تقوى مصامَدةً
وتعبُد كلَّ من صَمَدا

ويدنو مطمحٌ عَجَبٌ
فتطلُبُ مَطْمَحاً بَعُدا

ويدنو حيثُ ضِقْتَ يدا
وضِعتَ سُدى، وفات مدى (14)

أفالآنَ المُنى مِنَحٌ
وكانت رغوةً زَبَدا ؟ (15)

وهَبْك أردتَ عودَتَها
وهَبْك جهِدتَ أن تجِدا

فلستَ بواجدٍ أبدا
على " السَبعين " مَا فُقِدا

* * *

أزحْ عن صدرِكَ الزَّبدا
ولا تتنفسِ الصُّعَدا

ولا تحزَن لأن قطعتْ
يداك الزنْدَ والعَضُدا

وأن العيشَ منهزةٌ
وأن التضحياتِ سدى (16)

وأنك تُطعِمُ الأيا
مَ يومَ الأحمقِين غدا

وماذا ؟ بعدَما دَرَجت
كحبات السنَا بَدَا (17)

رؤىً كسرابِ خادعة
تُقرب منه ما ابتعدا (18)

ومهما تبتدعْ صُورا
مجنحةَ الرؤى جُدُدا (19)

فما لك غيرُ واحدة
بها في " عبقر " وُعِدا

دمٌ حِلٌ لمن فصدا
وروحٌ تأكل الجَسدا (20)

وبشرى لا تُحس بها
بأنك تزْحَمُ الأبدا (21)

وهل رد الحياةَ دماً
لميت أنه خلَدا (22)

* * *

كفرتُ ولم أكنْ يوماً
بأولِ مؤمنٍ جَحَدا

بكل الناس مجتَمعا
وكل الفكر معتَقدا

فذا يعيا بمن وُجدوا
وذاك يلُف من وَجَدا (23)

وينهد ذا على فزع
ويقنِص ذاك من نهدا (24)

ويلتقيان في شَبَح
يمُج البؤسَ والعُقَدا (25)

ويغدو الفكرُ بينهما
ذليلا يخدُم الْمَعِدا (26)


(14) البيت في الرابطة والجمهورية:
ويدنو حيث فات مدى = وضعت سدى وضِقْت يدا
(15) الرغوة: مثلثة الراء. والزّبد: محركةً ما لا فائدة فيه.
(16) منهزة: في الجمهورية: مغنمة.
(17) كحبات: في الجمهورية: كذرات. والبدد: المتفرق.
(18) ما ابتعدا: في الجمهورية: ما بعدا.
(19) مجنحة: في الجمهورية:: مذهبة. والجُدُد بضمتين: جمع جديد.
(20) الفصد: شق العرق ( الوريد ).
(21 ) تزحم الأبدا: في الجمهورية: عائش أبدا.
(22) أنه خلدا: فاعل ( ردّ). و( دما ) حال من الحياة.
(23) يلف: يطوي.
(24) البيت في الجمهورية:
ويشرد ذا على فزعٍ = ويقنِص ذاك من شردا
ينهد: ينهض.
(25) يمج: يقذف.
(26) المِعَد: جمع معدة وهي موضع الطعام قبل انحداره إلى الأمعاء.