* نظمت عام 1921م في أعقاب الثورة العراقية .
* كان للقصيدة وقع قوي في الأوساط السياسية والصحفية في بغداد ، وكان الشاعر آنذاك يقيم في النجف مسقط رأسه لا يبرحها.
* عبر المجاهد مهدي الخالصي -أحد زعماء الثورة- عن تأثره بهذه القصيدة فقدم للشاعر هدية ثمينة .
* نشرت في مجلة "العرافان" الجزء السابع من المجلد السادس في نيسان 1922م.
لعلَّ الذي ولَّى من الدَّهر راجعُ
![]() فلا عَيشَ إنْ لم تَبقَ إلاَّ المطامعُ
![]() غرورٌ يُمنينا الحياةَ : وصَفْوُها
![]() سرابٌ وجناتُ الأماني بلاقع
![]() نُسَرُّ بزهوٍ من حياةٍ كذوبةٍ
![]() كما افترَّ عن ثغرِ المحبِّ مخادع
![]() هو الدهرُ قارِعْهُ يصاحبكَ صَفْوُهُ
![]() فما صاحَبَ الأيامَ إلا المُقارع
![]() * * *
![]() إلى مَ التَّواني في الحياةِ وقد قضى
![]() على المتواني الموتَ هذا التنازُع
![]() ألم ترَ أنَّ الدهر صنفانِ أهلُهُ
![]() أخو بِطنةٍ ممَّا يُعَدُّ وجائع
![]() إذا أنتَ لم تأكلْ أُكلت ، وذلَّةٌ
![]() عليكَ بأنْ تُنسى وغيرُك شائع
![]() تُحدِّثُ أوضاعُ العراقِ بنهضةٍ
![]() تُرَدَدُها أسواقُه والشوارع
![]() وصرخةُ أغيارِ لإنهاضِ شعبهِمْ
![]() وإنعاشهِ تستكُّ منها المسامع
![]() * * *
![]() لنا فيك يانشءَ العراقِ رغائبٌ
![]() أيُسعفُ فيها دهرُنا أم يُمانع
![]() ستأتيكَ يا طفلَ العراقِ قصائدي
![]() وتعرفُ فحواهنَّ إذ أنتً يافع
![]() ستعرِفُ ما معنى الشعورِ وكم جَنَتْ
![]() لنا مُوجعاتِ القلبِ هذي المقاطع
![]() بني الوطنِ المستلفت العينَ حسنُهُ
![]() أباطِحُهُ فَينانةٌ والمتالع
![]() يُرَوَي ثراهُ "الرافدانِ" وتزدهي
![]() حقولٌ على جنبيها ومزارع
![]() تغذّيهِ أنفاسُ النسيمِ عليلةً
![]() تُذيعُ شذاهنَّ الجبالُ الفوارع
![]() أأسلمتوهُ وهو عقْدُ مَضَنَّةٍ
![]() يُناضَلُ عن أمثالهِ ويدافع
![]() * * *
![]() وقد خبروني أن في الشرق وحدة
![]() كنائسه تدعو فتبكي الجوامع
![]() وقد خبروني أن للعرب نهضة
![]() بشائر قد لاحت لها وطلائع
![]() وقد خبروني أن مصر بعزمها
![]() تناضل عن حق لها وتدافع
![]() وقد خبروني أن في الهند جذوة
![]() تهاب إذا لم يمنع الشر مانع
![]() هبوا أن هذا الشرق كان وديعة
![]() " فلابد يوماً أن ترد الودائع "
![]() * * *
![]() ويوم نضت فيه الخمول غطارف
![]() يصان الحمى فيهم وتحمى المطالع
![]() تشوقهم للعز نهضة ثائر
![]() حنين ظماء أسلمتها المشارع
![]() هم افترشوا خد الذليل وأوطئت
![]() لأقدامهم تلك الخدود الضوارع
![]() لقد عظموا قدرا وبطشا وإنما
![]() على قدر أهليها تكون الوقائع
![]() وما ضرهم نبوا السيوف وعندهم
![]() عزائم من قبل السيوف قواطع
![]() إذا استكرهوا طعم الممات فأبطأوا
![]() أتيح لهم ذكر الخلود فسارعوا
![]() |
المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الثاني-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1973م