مناجاة .

* نظمت في " براغ ". 
* نشرت في جريدة " الثورة " العدد 1546 في 30 آب 1973.

يا لَخديكِ ناعمينِ
يَضِجّانِ بالسنا

ولجفْنَيكِ ناعسينِ
مشى فيهما الوَنى (1)

يا شِفائي .. ويا ضنى
حبَّذا أنتِ من مُنى

حبَّذا أنتِ في الهوى
من عقابيلَ تُقتنى

* * *

بأبي أنت لا أبي
لكِ كفوٌ .. ولا أنا

من مُميتٍ إذا نأى
ومُخيفٍ إذا دنا

أختشي فقدَهُ هنا
كَ وهجرانَه هُنا (2)

أرقبُ الصبحَ مَوْهناً
ودجى الليلِ مَوْهنا (3)

لا صدى هاتفٍ يَرِنُّ
ولا الجرسُ مؤذنا

وأُصالي على الطريق
وجوهاً .. وأعينا (4)

ظَنَّةً أن تكون أنتِ
وحسبي تظننا

إنما الحبّ جنّةٌ
كفوها مَنْ ( تجنّنا )

وإذا ما انتهى الهوى
فتنة كان أفتنا

* * *

أنتِ يا مُرّة الطبا
ع ويا حلوةَ الجَنى

كم تَوَدِّينَ لو خنقت
صدى الحبِّ بيننا

وتحيّنت قبره
وهو حيٌّ ليُدفنا (5)

أنتِ يا من تركتنِي
بالجِراحات مُثْخَنا

لا وعينيكِ لم أَجِدْ
فيكِ للطعن مَطْعَنا

لا جناحٌ .. وإنْ مشى
الضرّ بي منكِ والعنا (6)

كلُّ شوكٍ زرعتِه
ثمرٌ منكِ يُجتنى

أنا ، ما خفتُ ، واجدٌ
بين نَهديكِ مأمَنا

* * *

بالذي صاغ واعتنى
وبنى منكِ ما بنى

وتبنّاكِ "مقطعاً"
مستعاداً فأحسنا

والذي شاء أن يكو
ن لكِ القتلُ ديدنا

فتفداكِ بالضحا
يا فرادى .. وبالثُّنى

والذي لم يدنكِ إذْ
دان كُلاًّ بما جنى

حلفةَ الصابرِ ارتضى
ما يُلاقي فأذعنا

لو تتوجتُ بالدُّنَى
لم يكن عَنكِ لي غنى

خلق الوجد والأسى
ليكونا كما أنا


(1) الونى: الفتور.
(2) أختشي: أخشى، وهي زنة مستحدثة.
(3) الموهن: ما بعد منتصف الليل.
(4) أصالى: أترصد والمصلاة شرك للصيد وجمعه مصال.
(5) تحينت قبره: طلبت وانتظرت حين موته.
(6) الجناح: الإثم.

المصدر : ديوان الجواهري-الجزء السادس-الجمهورية العراقية-وزارة الاعلام-دار الحرية للطباعة -بغداد 1977م