أمثقِفَ القلم الذي آلى على
![]() أن ليس ترجَحُ كفهُ استعباد
![]() ومشَّيداً ركناً يلتجى
![]() منه بأمنعِ ذمة وعماد
![]() أنصِفْ شكية شاعر قد حَّلقت
![]() بالصبر منه فظائع الأنكاد
![]() إني سمعت ، وما سمعت بمثله ،
![]() نبأً يرن على مدى الآماد
![]() سورية أمُّ النوابغ تغتذي
![]() هدفَ العداة فريسةَ الأوغاد
![]() تُّضحي على البلوى كما تُمسي وقد
![]() خَفَت الزئيرُ فريسةَ الآساد
![]() لم تكفِها آراؤك الظُّلَمَ التي
![]() غَشيتْ ولم تَهمُمْ بقدح زناد
![]() أكذا يكون على الوداد جزاؤها
![]() أم لستَ من ابنائها الأمجاد
![]() * * *
![]() حنَّت إليك مرابعٌ فارقتها
![]() لو أن بُعداً هز قلبَ جماد (1)
![]() حدث عن الدنيا الجديدة إنها
![]() أم الشعوب حديثة الميلاد
![]() ماذا تقول غداً إذا بك حدَّقت
![]() خُوْصُ العيون بمحضر الأشهاد (2)
![]() وتساءل الاقوامُ عنّا هل نما
![]() فينا الشعور وما غناء الحادي
![]() وتعجَّبوا من مهبِط الوحي الذي
![]() سمِعوا وليس سوى قرارةِ وادي
![]() وعلمت ما في الدار غيرُ تشاجر
![]() وتطاحن ومذلة وفساد
![]() أتذيع سرّ حضارةٍ ان غُيبَّت
![]() منها السرائر فالرسوم بوادي
![]() " كل المصائب قد تمر على الفتى
![]() فتهون غير شماتة الحُسّاد"
![]() |
(1) بعداً : أصلها ، بيننا .
(2) الخوص من العيون التي تنظر شزراً بمؤخر الطرف .