أمين الريحاني .

أمثقِفَ القلم الذي آلى على
أن ليس ترجَحُ كفهُ استعباد 

ومشَّيداً ركناً يلتجى
منه بأمنعِ ذمة وعماد 

أنصِفْ شكية شاعر قد حَّلقت
بالصبر منه فظائع الأنكاد 

إني سمعت ، وما سمعت بمثله ،
نبأً يرن على مدى الآماد 

سورية أمُّ النوابغ تغتذي
هدفَ العداة فريسةَ الأوغاد 

تُّضحي على البلوى كما تُمسي وقد
خَفَت الزئيرُ فريسةَ الآساد 

لم تكفِها آراؤك الظُّلَمَ التي
غَشيتْ ولم تَهمُمْ بقدح زناد 

أكذا يكون على الوداد جزاؤها
أم لستَ من ابنائها الأمجاد 

*  *  *

حنَّت إليك مرابعٌ فارقتها
لو أن بُعداً هز قلبَ جماد (1)

حدث عن الدنيا الجديدة إنها
أم الشعوب حديثة الميلاد 

ماذا تقول غداً إذا بك حدَّقت
خُوْصُ العيون بمحضر الأشهاد (2)

وتساءل الاقوامُ عنّا هل نما
فينا الشعور وما غناء الحادي 

وتعجَّبوا من مهبِط الوحي الذي
سمِعوا وليس سوى قرارةِ وادي 

وعلمت ما في الدار غيرُ تشاجر
وتطاحن ومذلة وفساد 

أتذيع سرّ حضارةٍ ان غُيبَّت
منها السرائر فالرسوم بوادي 

" كل المصائب قد تمر على الفتى
فتهون غير شماتة الحُسّاد"


(1) بعداً : أصلها ، بيننا .
(2) الخوص من العيون التي تنظر شزراً بمؤخر الطرف .