قل إن سُئلتَ عن الجزيرة مُفصحاً
![]() ما أشبهَ الأحفادَ بالأجداد
![]() ما حُوِّلت تلك الخيامُ ولا عَدَتْ
![]() فينا على تلك الطباع عوادي
![]() نارُ القِرى مرفوعةٌ وبجنبها
![]() نارُ الوغى مشبوبةُ الايقاد
![]() أبقيةَ السلف الكريم عجيبةٌ
![]() ما غيرتكِ طوارئ الآباد
![]() ما لوَّثَتْ منك الحقائبُ مسحة
![]() موروثةً لك قبلَ أعصر عاد (1)
![]() ما للحوادث فاجأتكِ كأنها
![]() كانت على وعد من الأوعاد (2)
![]() نام "الرشيد" عن العراق وما درى
![]() عن مصره فرعون ذو الأوتاد
![]() حالت عن العهد البلاد كأنها
![]() لبست لفقدِهُمُ ثياب حِداد
![]() واستوحشت عرصاتُها ولقد تُرى
![]() دارَ الُوفادة كعبة الوُفاد
![]() إذ مُلْكُها غض الشباب ، وروُضها
![]() زاهي الطراز ، مفوف الأبراد
![]() وعلى الحِمى للوافدينَ تطلع
![]() بتعاقب الاصدار والايراد
![]() أغرى بها الاعداءَ صيقلُ حسنها
![]() وجنت عليها نَضْرةُ المرتاد
![]() فتساندوا بعد اختلاف مطامع
![]() أن لا يقيمَ الشرقَ أيَّ سناد
![]() وإذا أردتَعلى الحياة دلائلا
![]() لم تلق مثلَ تآلف الأضّداد
![]() * * *
![]() إن هزكمْ هذا الشعورُ فطالما
![]() لانَ الحديدُ بضربة الحداد
![]() او تنكروا مني حماسة شاعر
![]() فالقومُ قومي والبلاد بلادي
![]() عَجِلَتْ على وطني الخطوبُ فحتَّمت
![]() ان لا يقَرَّ وسادهُ ووسادي
![]() |
(1) لوثت : بدلت ، الحقائب : يريد السنين .
(2) الأوعاد به الوعود والجميع صحيح قياساً .