يا غادةَ الجيك .

* نظمت عام 1970. 
* نشرت في ملحق العدد 2573 من جريدة الجمهورية السبت 21 شباط 1976.

يا  غـادةَ "الجيكِ" ويا سـحرَهُمْ
من خُضرةِ  المُروج ؟ من حُمرةِ الـ
يا  غـادةَ "الجيكِ" ويا سـحرَهم
شـاءَ نداكِ  السـمحُ   أن  يلتقي
رفيفُ  صُـدغيكِ  المـنى  يافعـاً
رانَ على صـدرٍ كَسَـقْطِ  النَّدى
غُنْجانِ قتّـالانِ، غُـنْجُ  الهـوى
أَدارَ  من  رأسِـكِ   ؟؟؟؟؟  الصِّبا
و ادَّوَّرتْ كي  تُقطفَ  الوجنتـان
كأنَّ  ما بين انـعـطافـيـْهِـما
**
يا غـادةَ  "الجيكِ" وما إنْ يـزال
علَّمـني كـونُـكِ في جـانـبي
يا  غـادةَ  الجيكِ كعُنفِ  الصِّـبا
سـوف تظلُّ الفِكَرُ  الموحشـاتْ
خمـسُ   لـيـالٍ  ألفـتْ   بيننا
إذ  شَـعرُكِ  الجعـدُ  ادّلى فـادّنى
وإذ  مشـتْ  عيناكِ  في  ومضـةٍ
وإذ سـؤالٌ  مبهمٌ  لـم  يُجـبْ
وإذ   رؤى  الكـونِ   وأحـلامُهُ
و النَّـدُّ  إذ  يسـطعُ  من  مجـمرٍ

 

أين اقتنصـتِ كلَّ هذا الجـمالْ ؟
ـورودِ ؟ من نبعٍ  بسفحِ  الجبالْ ؟
ويا مهاةً في كِناسِ الغَـزالْ !! (1)
ضربانِ  شتى  من ضروبِ المُحال :
باليأسِ من رفيف شيبِ القَذال (2)
من رقـةٍ  ثِقلُ السـنينَ  الطِّـوال
يعتصِـرُ القلبَ، وغُنْجُ الدَّلال (3)
وأجـهزت كأسٌ  عليـهِ  فَـمَال
كالثـمرِ الغضِّ  ادّلى كي يُـنـال
لؤلـؤةٌ تنـدسُّ بين  الـرمــالْ
**
أبعـدَ ممـا  قيلَ  ما  لا  يُـقـالْ
أن ليس شـيءٌ معـجزٌ لا يُنـال
ولينِهِ  عندكِ  لينُ  "الصـلال"(4)
تجـترُّ  من لُطفِ وعنفِ الوصـال
عاشـت بذكراهُنَّ  شتّى لـيـال
وأَنفُكِ  الحـلوُ  تعالى فشـال (5)
عجلى كخفقِ  أُخرياتِ الذُّبال (6)
وإذ  جـوابٌ  لم  يشـأْهُ سـؤالْ
حقيقةٌ      وإذ     حقيقٌ     خيالْ
ما كلُّ ما  يُعرفُ  عنه يُقـالْ! (7)


1) كِناس الغزال بالكسر: بيته.
(2) القَذال: جماع مؤخر الرأس، والصُّدغ بالضم: الشعر المتدلي على ما بين العين والأذن.
(3) الغُنْج والغنج: التكسّر والتدلل.
(4) الصلّ: الحية القاتلة والجمع أصلال ولذلك وضع الشاعر ( الصلال ) بين قوسين.
(5) شال: ارتفع.
(6) الذبال: جمع ذُبالة بالضم وهي الفتيلة التي تسرج أي تشعل للاضاءة.
(7) النَّدْ بالفتح: الطيب. ويسطع: يرتفع وينتشر.والمِجمر بكسر الميم ما يجعل فيه الجمر.

المصدر : ديوان الجواهري-الجزء السادس-الجمهورية العراقية-وزارة الاعلام-دار الحرية للطباعة -بغداد