سلمت ثورة..وبورك عيد .

يا حداةَ التاريخ طابت شداةٌ
وسمت غايةٌ وجلّ النشيدُ

سعِّروا جمرةَ الكفاحِ ومُدّوا
نارَها يَنْبَثِقْ لنورٍ عمود

لا يَهُنْ دربُكُم عليكُمْ ولا
يُسلِسْ نظاماً مشيٌ عليه وئيد

ظنّه أنّ ما تيسّرَ منه
حِصَصٌ ليس بعدهنّ مَزيد

وانخداعاً أن قد أفاء عليه
سَجْسَجٌ وارفُ الظلالِ مديد

طُرُقُ المجدِ مُوعراتٌ عليها
كلّ يوم في كل شبرٍ شهيد

نَغْتذي ما طها الطهاةُ وننسى
أنّهم ملحُ ما طهوا والوَقود

والحضارتُ ما تفجّر صدرٌ
وسقى معصم ودرَّ وريد

والكيانات بالجماجم ما
صفّق كأسٌ منها وما رنّ عود

سلِمُ الدهرُ في صُعود ومن يدري
إلى أين سوف يمضي الصعود

والليالي مذ كان ليلُ بزاةٍ
وشباكٌ وقانصٌ وطريد

وصراعٌ دامٍ ليوم مريرٍ
يستوي فيه سيّدٌ ومسود

ومهيباً يمشي الزمانُ فلا
تطرف عينٌ ولا يُلَفَّتُ جيد

فجديد ينشا ويُنسى ويَمْشي
فوقَه دون أَنْ يُحَسّ، جديدُ

يا ربايا غدٍ يُلَوِّحُ منها
مشرئباً غدٌ مكينٌ وطيد (14)

لا خبا نوؤكم ولا غاب عنكم
من نجوم تلوح فيه سعود (15)

ورعتكم من المواطن عينٌ
ليس تدري أجفانها ما الهجود (16)

ساهرات ما إن يُغَيَّبُ عنها
حين يُحصى المذمومُ والمحمود

وكتاب للشعْب في دَفّتيه
كلّ خير بِضعْفِهِ مردود

* * *

وسلاماً للقائد الأصيد البكرِ
تلاقت على خطاه الصيدُ (17)

واستجابت لدعوة منه أشتا
ت يضمُّ القريبَ منها البعيد (18)

جبهة مثلُ جبهة الليث، بأس
واعتزاز يمشي بها وصمود

سَلِمَتْ ثورةْ وبورك عيد

وتَعالت جموعكم والحشودُ


(14) الربايا: جمع ربيئة وهي الطليعة.
(15) النوء: النجم.
(16) الهجود: النوم.
(17) الأصيد: الكريم.
(18) نشر البيت في جريدة ” الثورة ” بالآتي:
واستجاشت لدعوة منه أشتا = ت يهز القريبَ منها البعيد