آه على تلكم السنين .

آه على تلكمُ السنينِ
بالآهِ بيعتْ وبالحنين

نخبط ستَّ الجهات فيها
لا ليسار ولا يمينِ

نَحسبُ أنا لكلِّ حينٍ
وكلُ حيٍّ فرهنُ حين

يُذكي فتون الشباب فينا
ما في اللُّباناتِ من فُتُونِ (15)

لا نتعزَّى عنها بجاهٍ
ولا بمالٍ، ولا بنينِ

نَسْحَبُ في غزوةٍ وأخرى
ذيولَ فَتْحٍ لنا مُبينِ

نأتي كِناسَ الغَزال صُبحا
ونقنِصُ الظبيَ في الكمين (16)

رَنّق في عينِهِ نُعاسٌ
ثقّل من خفقةِ الجُفون (17)

و " القُرطُ " مُلقى إلى اليمينِ
و " المرطُ " شعثٌ من الغُضون (18)

والشعر نسلٌ على التراقي
حفلٌ، وحفلٌ على المتونِ (19)

وبسمةٌ في الشفاه حَيْرَى
كبسمةِ الحالِمِ الحزين

ونَظْرَةٌ خِلْتُها هُتافاً
من نَغَمٍ أخرسٍ مُبينِ (20)

* * *

آهٍ على تلكمُ السنينِ
تُهْصَرُ من رقةٍ ولين (21)

مَنْ مُرجعٌ شَمسها ربيعا
وليلَها مُشرَق الجبين

أيامَ رَبُّ الغواة ربّي
والفجرُ بين النخيل ديني (22)

وكلُ ما يزدهي فتياً
يُلهب نفسي ويزدهيني (23)

أيام لم نُلفِ في النَّدامى
مثلَ الصعاليك من قرين

أنفسُ ما في الجود كنزا
خُبئ في دمنةٍ وطين

وخيرُ من دبَّ من أمينٍ
لمن يُصافي، ومن خؤون

يَهْزَوْنَ من " عبقرٍ " ووادٍ
يُحَلُّ، خالٍ من القَطين (24)

وكلّهمّ إن حَمِي وطيسٌ
عِربيدُ جنٍ، أخو فُنون (25)

ينوون حَجّاً إلى " المصلى "
إذ هم غزاةٌ على " الحَجُون "

ويحسبون المال " المخبا "
دَيْنا يُقاضى من المدين

نفقدهم ثم نلتقيهم
في القبر، في القفر، في السُّجون


(15) يذكي الفتون: يهيجها. اللبانات: الحاجات والأوكار.
(16) الكِناس بالكسر: بيت الغزال.
(17) رنّق: خالط.
(18) المرط بالكسر: كساء من صوف أو خز.
(19) والشعر نسل: أي مرسل. وحفل: جمعٌ. والترقي: جمع ترقوة وهي أعلى الصدر.
(20) لم يرد هذا البيت في الجريدة.
(21) هصر: آمال.
(22) في الجريدة ( الخطاة ) مكان ( الغواة ).
(23) في الجريدة ( غويّا ) مكان ( فتيّا ).
(24) يهزون: مخفف يهزءون. والقطين: الساكن.
(25) الوطيس: التنور، وحَمِي الوطيس كناية عن اشتداد الحرب.