شسع لنعلك … كل موهبة .

* نظمت أبياتها منها عام 1973.
* أكملت في براغ عام 1976.
* نشرت في جريدة "الجمهورية" العدد 2814 السبت 27 تشرين الثاني 1976.
* أثيرت عند نشرها ضجة وتجرأ من قال : أن الشاعر يمدح في قصيدته محمد علي كلاي . "وهي ليست كذلك" .
رسالة … إلى محمد علي كلاي
        من :
            محمد مهدي الجواهري
            تلاكم وخصمه فهزمه
              وأدماه فحاز إعجاب العالم وملايينه !!.

يا مُطْعِمَ الدنيا – وَقَدْ هُزِلَتْ –
لحماً بشحمٍ منه مقطوبِ (1)

ومزيرَها يقظى وغافيةً
أطيافَ بادي البطش مرهوبِ (2)

يا حالباً من ضَرْعِها عَسَلاً
عن غيرِ سُمٍّ غيرَ محلوبِ

وَمُرَقِّصاً منها كما انتفضتْ
نُطَفُ الحَبابِ بكأسِ شِرِّيبِ (3)

وكما تراقصت الدمى عبثاً
ما بين تصعيد وتصويب (4)

يا طاعنا أعجاس صفوتها
بمطي شديدِ الصُلبِ أُلهوب (5)

شِسْعٌ لنعلِكَ كلُّ مَوْهِبةٍ
وفداءُ " زندِك " كلُّ موهوبِ (6)

وصدى لُهاثِكَ كلُّ مُبتَكَرٍ
من كلِّ مسموعٍ ومكتوبِ

من كلِّ ما هَجَسَ الغواةُ بهِ
عن فرط تسهيدٍ وتعذيبِ (7)

* * *

يا سالبا بِجِماعِ راحتِهِ
أغنى الغنى، وأعزّ مسلوبِ

ما الشعرُ ؟ .. ما الآدابُ ؟..
ما بِدَعٌ للفكر ؟.. ما وَمَضاتُ أُسلوب ؟

شِسْعٌ لنعلِكَ كلُّ قافية
دوَّتْ بتشريق وتغريب (8)

وشدا بها السُّمَارُ مالئةً
ما يُفرِغُ النَّدمانُ من كوبِ

ومَعيلُها يجترُّ من ألمٍ
دامٍ على الأسَلاتِ مسحوب (9)

يُلغى ويُنفى شأنَ مُنتَبَذٍ
سَقَطٍ من الأغلاطِ مشطوبِ

* * *

يا سيّدَ " اللّكَماتِ " شامخةً
تهزا بمنسوبٍ، ومحسوبِ

ومربِّبَ الضَّرَباتِ، ما مَسَحَتْ
يوماً على أكتافِ مَربوبِ (10)

مجّدْ ذراعَكَ، إنّها هِبَةٌ
أغنتْكَ عن أدبٍ وتأديبِ

محبوكةُ " الأليافِ " في نَمَطٍ
عَجَبٍ، مُعَنّى فيه، مطلوبِ

وتغنَّ فيها، واسْتَجِدَّ لها
غَزَلاً، ولا تبخلْ بتشبيبِ

لله نسجُك …. أيُّ ذي عَصَبٍ
من عالَمِ القُدُراتِ مجلوب

ما كان إلا أن مددت به
سبباً لمجدٍ جدِّ مكذوبِ (11)

حتى انثنيت بخيرِ ما حَفَلَتْ
حَلَباتُ موروثٍ ومَكْسوبِ

يفدى عروقكَ كل ما حملت
أعراق داود، ويعقوب

ونثارُ عُرسِكَ كلُّ مُقْتَرِنٍ:
من خاطبٍ عِرساً، ومخطوب


(1) مقطوب: مجموع.
(2) مزير: من أزارَ.
(3) نطف: جمع نطفة. والحباب بالفتح: الفقاقيع.
(4) تصعيد وتصويب: صعود وانحدار.
(5) أعجاس: جمع عجس وهو العجز.
المطيّ: جمع مطية وقد خففت الياء ضرورة.
الالهوب: السريع العدو. هذا البيت وما قبله لم ينشرا في الجريدة.
(6) شسع النعل: شراكه أي رباطه.
(7) تسهيد: في الجريدة تأريق.
(8) القافية: القصيدة.
(9) الضمير في ” معيلها ” يعود على القافية أي القصيدة.
الأسلات: جمع ” أسلة ” وهي رأس القلم الحاد.
(10) مربب الضربات: مسددها بقوة. والمربوب: المخلوق.
(11) الضمير في ” به ” يعود على النسج، والشاعر يخاطبه. إمعاناً في السخرية بقوله: انه ما أن تغزّل بمجده الصادق واطراه حتى انثنى بكل ما ضمت حلبات المجد من طارف وتليد.

المصدر : ديوان الجواهري-الجزء السابع-الجمهورية العراقية-وزارة الاعلام-دار الحرية للطباعة -بغداد 1980م