لغة الثياب أو حوار صامت .

ما أفحشَ الغاوي بصا
عِر قوةٍ .. وَمَهينِ ضَعف (10)

يعرى، فتحسبُ، أنَّه
"قرْدٌ" تَنَزّى تحت سقف (11)

ما كان أحوجَ من يُر
قِّصُه إلى " صنْجٍ " و " دُفِّ "

فإذا تَقمصني تبختَرَ
لا يُطاقُ من التكفِّي (12)

وانصاعَ "كالطاووس" يسحَبُ
ذيلَهُ فوقَ المزفّ (13)

كم بينه عَرِماً يشبُّ
حريقَ ملحمةٍ وَيُطفي

يطأ الرقابَ .. وبينه
قَزماً بسروالٍ وَخُفّ ؟

سمجَ الملامحِ فرَط ما
غَصَبَ الضميرَ على التخفّي

وكأنّ فوقَ جبينِه
"طغراء" مسكنةٍ وخسفِ (14)

يعمى.. ويحقرُ نظرَتي
ويذوب في نَظراتِ خِشْفِ (15)

وأراهما ،، " وحشين " في
قفصينِ .. قُدّام وَخلْفِ

* * *

سَفَهاً أريدُكَ وادعاً
يفترُّ عن لمحاتِ عطف

وأنا التي عَرفتكَ إعصاراً
يدمِّرُ غِبَّ عَصفِ (16)

لم تألُ تخرقُ رَيْطَتي
مِزَقاً إلى رُبعٍ ونِصفِ (17)

أأقولُ فيمَ هَتَكْتَني ؟
أم إنّ بعضَ اللَّمحِ يَكفي ؟!

* * *

أُفٍ لِسِنِّكَ حلوةً
ولما تُخَبِّي ألفُ أُفِ

وَتَعِسْتُ من مَظلومةٍ
نَذْرٍ على " العَوْراتِ " وَقْفِ

كم فوقَ رُدني دمعةٌ
بِدَمٍ أرقْتَ .. ولم يَجِفّ

ورذاذُ " سُمٍ " للصديقِ
يُدافُ في " عَسَلٍ " بِلُطْف (18)

كفٌّ تُصافِحهُ بها
ختْلاً .. وتذبَحُه بكفّ

وتروحُ في خُدَعٍ، وفي
ضَرَعٍ، وفي نَشْرٍ، وَلَفّ (19)

لِتَلِفَّ نعشَ جريمةٍ
في بُرْدَتيْ عبثٍ.. وَقَصفِ

ووراءَ ذلكَ مُضْغةٌ
مخنوقةٌ في أيِّ كهْفِ

تُلقي على قسماتِ وجهِك
ظِلَّها " الكابي " وَتُضفي

أدركتُ سرَّك فوقها
كالجُرحِ تعرِفُه بِنَزْف

أتُقيمها رَصَدا – تضيقُ
بهِ – فتطردُه وَتُعفي ؟

وتعودُ تمسحُ ما تبقّى
فيكَ من " بَشَرٍ " فَتُصفي

وكذاك يهرُبُ سادرٌ
خوفَ المُسِفّ إلى الأسَفِ (20)


(10) صاعر: شديد. صعر خده بتشديد العين: أمال النظر إلى الناس تهاونا من كبر.
(11) نزا: وثب.
(12) التكفي: مشى بتطاول وكبرياء.
(13) المزف: ما سار عليه من الأرض.
(14) الطغراء: علامة ” طمغة “.
(15) الخشف: ولد الغزال.
(16) غب: بعد.
(17) الريطة: العباءة.
(18) يداف: يمزج.
(19) ضرع: توسل تخضع.
(20) السادر: الذي لا يهتم ولا يبالي ما صنع.