صدى قَدَمٍ هنا، ومَدِبُّ همسٍ
![]() هناكَ يَشلُّه فزَعٌ مَهولُ
![]() وعُشٌ عافَهُ نَسرٌ مَهيضٌ
![]() يُلَمُّ بهِ على شَعَثٍ نَسيلُ (5)
![]() وألواحٌ كوجهِ الصُّبحِ بيضٌ
![]() يُجلَّلُ بالسوادِ لها فُضولُ
![]() وخيلٌ سابقتْ بَرقاً .. وكادتْ
![]() ولكنْ خانَها لَحظٌ كليلُ
![]() وأرسالٌ من " الفُرسانِ " تَهوي
![]() فيلقَفُهنَّ من " وحش " رَسيلُ
![]() و " أغْرِبَةٌ " على جَدَثٍ، و " رفشٌ "
![]() وأتربةٌ يغص بها المُهيلُ
![]() ولفحُ عَجاجةٍ، ورؤى دُخانٍ
![]() على سفح، ونبعٌ سَلسبيلُ
![]() وحُورٌ يَبْتَرِدْنَ به، وحشدٌ
![]() من " البجعاتِ " أسرابٌ شُكُولُ
![]() وَنَضْحُ " دمٍ " على الجُرفْينِ يُسقى
![]() به زرعٌ، وينتهضُ " النخيلُ "
![]() وسيلٌ يرتمي شفقاً، فَتُدحى
![]() به أرْضٌ، ويَصطبغُ المسيلُ
![]() وتضحكُ غيمةٌ، وتعودُ " جِنُّ "
![]() ملائكةً وتزدهرُ الحُقولُ
![]() * * *
![]() أبا المغوارِ " هيثم " حَوَّطَتْهُ
![]() بإخوتِهِ مَغاويرٌ فحولُ
![]() تَعَزَّ .. ولا يَحُنْكَ كريمُ صبرٍ
![]() وأنتَ لكلِّ مَكرُمَةٍ عَديلُ
![]() يحزُّ النفسَ أنْ يُمسي حزيناً
![]() عرينُكَ أيُّها الأسَدُ الثَّكولُ
![]() ولكنْ ما السبيلُ ؟ وكلُّ حيٍّ
![]() سيقطعُ يومَه هذا السبيلُ
![]() هي الدنيا أساطيرٌ تدولُ
![]() وأفراسٌ مُغَفّلةٌ تجولُ
![]() ودارٌ يَستديرُ بها عَذابٌ
![]() عليه يُصلبُ " الحيُّ " النزيلُ
![]() ومجزرةٌ تُساطُ بها جِباهٌ
![]() وَتَسحقُ عندَها الغُرَرَ الحُجولُ
![]() كَفَيْءِ الشَّمسِ تأكلُنا تِباعاً
![]() بما يتأكًّلُ الظلُّ الظليلُ
![]() و " ذَرّاً " نستطيرُ بها شَعاعاً
![]() ونُمحقُ .. لا المثالُ ولا المثيلُ
![]() وتذبحُنا سُيوفٌ من غُيوبٍ
![]() عَويلُ النائحاتِ لها صَليلُ
![]() * * *
![]() على أنَّ " المصابَ " إذا تلاقتْ
![]() عليهِ الناسُ يَسْهُلُ أو يَحولُ
![]() بكى لمصابكَ الشَّعبُ الأصيلُ
![]() وردَّ على الرَّعيلِ بهِ الرَّعيلُ
![]() وصاحَ يُوزِّعُ الحَسَراتِ ناعٍ
![]() وطارَ بها إلى الدنيا رَسولُ
![]() تَعَزَّ " أبا محمد " إنَّ حُزناً
![]() يُشَارَكُ فيهِ عن ألمٍ بَديلُ
![]() |
(5) النسيل: الريش الساقط.