الراعي ..
* نظمت عام 1954-1955م والشاعر في طريقه إلى مدينة "علي الغربي"، حيث كان يعمل بالزراعة ، إذ استوقفه مشهد الرعيان في المروج الخضر .
لَفَّ العَباءَةَ واستقَلاَّ
![]() بقطيعِهِ عَجَلاً .. ومَهْلا
![]() وانصاعَ يَسْحَبُ خَلْفَهُ
![]() رَكْبَاً يُعَرِّس حيثُ حَلاَّ (1)
![]() أوْفَى بها .. صِلاًّ يُزاحِمُ
![]() في الرمالِ السُّمْرِ صِلاَّ
![]() يَرْمِي بها جبلاً فَتَتْبَعُ
![]() خَطْوَهُ .. ويَحُطُّ سَهْلاَّ
![]() أبداً يقاسِمُها نَصِيباً
![]() من شَظيف العَيْشِ عَدْلاََ
![]() يَصْلَى كما تَصْلَى الهجيرَ
![]() ويستقي ثَمَدَاً وضَحْلاَ (2)
![]() يُومِي فَتَفْهَمُ ما يُرِيدُ
![]() ويَرْتَمِي فَتَهُبُّ عَجْلَى
![]() وتكادُ تُعْرِبُ "بالثُغَاءِ"
![]() " هَلاَ "وَ"حَيِّهَلاَ "وَ"هَلاَّ"
![]() يَقْفُو بِعَيْنِ النَّسْرِ تَرْقُبُ
![]() أَجْدَلاً – ذئباً أَزَلاَّ (3)
![]() وَيَحُوطُ كالأَسَدِ ? جْتبى
![]() أشبالَهُ .. جَدْيَاً وَسَخْلاَ
![]() أَوْفَى على رَوْضِ الحياةِ
![]() يَجُوبُهُ حَقْلاً فَحَقْلاَ
![]() و?رْتَدَّ يَحْمِلُ ما يَصُونُ
![]() ذَمَاً .. وما أَغْنَى وقَلاَّ (4)
![]() نَايَاً يَذُودُ بهِ الوَنَى
![]() وَيُلَوّنُ النَّسَقَ المُمِلاَّ
![]() وعَصَاً يَهُشُّ بها .. ويَرْقَى
![]() ذروةً .. ويُقِيمُ ظِلاَّ
![]() * * *
![]() يا رَاعِيَ الأغْنَامِ : أَنْتَ
![]() أَعَزُّ مملكةً وأَعْلَى
![]() للهِ مُلْكُكَ مَا أَدَقَّ
![]() وَمَا أَرَقَّ . .وَمَا أَجَلاَّ
![]() يرْوِيكَ مِنْ رَشَفَاتِهِ
![]() قَمَرُ السَّمَاءِ إذا أَطَلاَّ
![]() ويَقِيكَ في وَعْثِ السُّرَى
![]() وَهَجُ المَجَرَّةِ أَنْ تَضِلاَّ
![]() وتَلُمُّ في الأَسْحَارِ عنقودَ
![]() النُّجُومِ إذا تَدَلَّى
![]() أبداً تَشِيمُ الجَوَّ تَعْرِفُ
![]() عندَهُ خِصْبَاً ومَحْلاَ
![]() وتكادُ تَغْرِفُ وابِلاً
![]() حذقَاً وَتَرْشِفُ منهُ طَلاَّ
![]() تُزْهَى ، بأنَّ الأرضَ خضراءٌ
![]() زَهَتْ نَبْتَاً وبَقْلاَ
![]() وَتَوَدُّ لَوْ حَنَتِ الفُصُو
![]() لُ على الرَّبِيعِ فَكُنَّ فَصْلاَ
![]() وَلَوَ أَنَّ كُلَّ الناسِ مِثْلُكَ
![]() من غَضَارَتِها تَمَلَّى
![]() أُعْطِيتَ نَفْسَاً لَمَّتِ الأ
![]() جزاءَ حتّى صِرْنَ "كُلاَّ "
![]() وأَسَلْتَ "بَعْدَاً"في غِمَار
![]() الذكرياتِ فعادَ "قَبْلاَ"
![]() عُرْيَانُ من "عُقَدِ" النفو
![]() سِ عَصِلْنَ .. فاستعصينَ حَلاَّ (5)
![]() لم تَرْعَ من شجرِ التَّكَا
![]() لُبِ وارفاً حقداً وَغلاّ
![]() وجهلْتَ مُتْرَفَةَ الحياةِ
![]() تَذَوَّبَتْ كَسَلاً وذُلاَّ
![]() لم تَخْشَ بُؤْسَ غَدٍ يُشَوِّهُ
![]() من جمالِ "اليومِ" شَكْلاَ
![]() لا تعرف "الأشباحَ"رَعْنَاءَ
![]() الخُطَى ، شَوْهَاءَ ، خَجْلَى
![]() أَطْيَافُكَ الزَّهْرُ النَّدِيُّ
![]() شَذَاً ، وألوانَاً وظِلاَّ
![]() وَمَطَارِحُ "المِعْزَى" تُعَاوِدُ
![]() عندَها وَطَنَاً وأَهْلاَ
![]() وَكَسَرْحِكَ الرَّاعِي تَعِنُّ
![]() رُؤَاكَ مُعْلَمَةً وَغُفْلاَ
![]() تَرْتَادُ "مُعْجَمَةَ" الدُّنَى
![]() وَتَجُوسُهَا فَصْلاً فَفَصْلاَ
![]() وَتُسَامِرُ النَّجْوَى تَعُبُّ
![]() بِكَأْسِهَا نَهَلاً وَعَلاَّ
![]() وَتَرَى مُلَوَّنَةَ الطبيعةِ
![]() إِذْ تَغُمُّ .. وإذْ تَحَلَّى
![]() غُولَ الظَّلامِ إذَا تَعَلَّى
![]() وَسَنَا الصَّبَاحِ إذَا تَجَلَّى
![]() * * *
![]() حُيِّيتَ رَاعِي الضَّأْنِ يَرْ
![]() عَى ذِمَّةً كَبُرَتْ و"إِلاَّ "
![]() تلكَ الأمانةُ أَوْدَعَتْ
![]() أثقالَهَا كُفُوَاً وَأَهْلاَ
![]() كانتْ لهُ غَلاًّ وَآخَرُ
![]() شَاءَهَا للناسِ غُلاَّ (6)
![]() ما أقبحَ الدُّنيا إذا
![]() ضَلَّ الرُّعَاةُ وما أَضَلاَّ
![]() |
(1) التعريس : نزول القوم من السفر في آخر الليل .
(2) الثمد : الماء القليل .
(3) الأجدل : الصقر . الأزَلّ : السريع .
(4) الذما : بقية الروح .
(5) عصل : أعوج في صلابة خلقة .
(6) يريد بغل الأولى : المغنم ، وبالغل بالضم : القيد .
المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الرابع-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1974م