لبنان في العراق ..
* نظمت بمناسبة قدوم امين الريحاني إلى العراق .
* نشرت في جريدة "المفيد" العدد 30 في 16 مايس 1922.
أرض العراق سعت لها لبنانُ
فتصافح الانجيلُ والقرآنُ
وتطلَّعت لكَ دجلةٌ فتضاربت
فكأنما بعبُابها الهَيَمان
أأمين أن سُرَّ العراقُ فبعدما
أبكى ربوعَ كولمبس َ الهجران
لك بالعراق عن الشآم تصبر
وبأهله عن أهلها سُلوان
لو تستطيع دنت إليك مُدّلةًً
فتزودت من رُدنك الأردان
* * *
وحِّد بدعوتك القبائل إنه
ألقى إليك زمامَه التِّبيان
كيف التآلفُ والقلوبُ مواقد
تغلي بها الأحقادُ والاضغان
أنِر العُقول من الجهالة يستبنْ
وضحَ السبيلِ ويهتدي الحيران
وأجهز بحد رهيف حدٍ لمَ ينُبْ
لك عن شَباه مهند وسنان
خضعت لعنوته الطغاةُ ، فأقسمت
أن ليس تعدو حُكْمَه التيجان
نار تُذيب النار وهي يراعةٌ
عضبٌ يفُل العضب َ وهو لسان
أنّي يقصِر بالعِنان اذا انبرى
وهو الجموح وفكرك الميدان
* * *
زِدنا بمنطقك الوجيز صبابةً
فهو السَّلاف وكلُّنا نشوان
ما كل حي قائل ما قلته
لكنْ أمدَّ بيانك الرحمن
الشرق مهتز بنطقك معجب
والغرب أنت بجوه مِرنان
والقول ما نَّمقْتَ ، والشعر
الذي يوحي إليك ، فصاحةٌ وبيان
انا خصم كل منافق ! لم يَنْهَني
حَذرٌ ولم يقعُد بي الكِتمان
عابوا الصراحة منك لما استعظموا
أن يستوي الاسرارُ والاعلان
* * *
يا شعب خذ بيد الشباب فإنهم
لك عند كل كريهة أعوان (1)
واعرِف حقوق المصلحين فانما
بهم الحقوق الضائعات تصان
واعطف لريحان النُّفوس ورَوْحها
فله عليك تعطف وحنان
واسِ الضعيف يكن ليومك أسوة
وكذا الشُعوب كما تدين تدان
* * *
يا شرق ، يا مهد النوابغ شدّما
ساوى مكانٌ بينهم وزمان
للناس كان .. وإن أبت لبنان
"فأمين" ليس لها ولا "جبران"
|
(1) في الأصل : الرجال .
المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الثاني-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1973م