بين قطرين ..
* نظمت والشاعر يقضي صيف عام 1924 في ايران ، يتشوق فيها للعراق .
* نشرت في مجلة "دار المعلمين" عام 1925.
سقى تُربَها من ريِّقِ المزن هطّالُ
![]() دياراً بعثْنَ الوقَ والشوقُ قتالُ
![]() خليليَّ أشجَى ما ينغِّص لذتي
![]() مَناحٌ أقامته عيالٌ وأطفال
![]() وأيد وأجيادٌ تُمَدّ وتلتوي
![]() ومنهن حال بالدموع ومعطال
![]() خليليَّ لو لم يَنطق الوجدُ لم أقل
![]() فقد كذَّبت قبلي لذي الحبّ أقوال
![]() وحيداً فلو رُمتم على الوجد شاهداً
![]() لما شَهِدت الا بُكورٌ وآصال
![]() وما برِحت أيدي الخطوب تنوشُني
![]() بفارسَ حتى بغَّضَ الحلَّ ترحال
![]() وما سرني في البُعد حال تحسَّنَتْ ،
![]() بلاديَ أشهى لي وان ساءتِ الحال
![]() فمن شاقه بَردُ النعيم بفارسٍ
![]() فاني إلى حَرِّ العراقين ميّال
![]() أُحب حصاها وهو جمر مؤجَّج
![]() وأهوى ثراها وهو شَوكٌ وأدغال
![]() * * *
![]() واني على أنَّ البلادَ جميلةٌ
![]() تروق كما ازدادت من الدلِّ مِكسال
![]() منعَّمة أما هواها فطيّب
![]() نسيم وأما الماءُ فيها فسَلسال
![]() يسيل على أجبالها وهو لجّةٌ
![]() ويجري على حَصبائها وهو أوشال
![]() تحيط به خُضرُ الرياض أنيقةً
![]() كما رُقِمت فوق الصحائف أشكال
![]() أحنُّ إلى أرض العراق ويعتلي
![]() فؤادي خُفوقٌ مثلَما يَخفُق الآل
![]() وما الهول غِشيانَ الدروبِ وضيقُها
![]() عراكُ الهوى والوجدُ والذكرُ أهوال
![]() * * *
![]() خليليَّ أدنى للبيب رُقيُّهُ
![]() إلى النجم من أن يَسلَم العزُ والمال
![]() ألا مُبلغٌ عني "المعرِّيَ" أحمداً
![]() ليسمَعَه والشعر كالريح جوّال
![]() بأني وإيّاه قرينا مصائبٍ
![]() وان فَّرقت بين الشعورينِ أحوال
![]() واني وإياه كما قال شعره :
![]() "مغاني اللوي من شخصكَ اليوم أطلال"
![]() " تمنيت أن الخمر حلَّت لنشوة
![]() تُجَهِّلُني كيف استقرَّت بيَ الحال"
![]() * * *
![]() احباي بين الرافدين تيقَّنوا
![]() بأني وان أُبعِدتُ عنكم لسّآل
![]() لئن راقكم ماءُ الفرات وظلِّلتْ
![]() عليكم من الصَفصاف والنخل أظلال
![]() فانيَ من دمعٍ عليكم أُذيله
![]() شَروبٌ ومن سَوداءٍ قلبي أكّال
![]() لقد كان هذا القلب في القُرب مضغةً
![]() وها هو من بعد الأحبَّة أوصال
![]() |
المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الأول-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1973م