أرميت العود فأنكسرا .

أرميت العود فأنكسرا ؟…
* نظمت في بغداد عام 1956.

أرميتَ العودَ فانكسرا ؟
أم تجافى لحنُكَ الوترا ؟

أم تقولُ: النطقُ أعوزَني
أنت يا مَنْ يُنطِق الحجرا

أنت يا مَنْ إنْ رمى حَنِقاً
فحمةَ الليل ارتمت شررا

فإذا غطّت كآبتُه
فَلَكاً لم يُطْلعِ القمرا

وإذا ألقى ببسمته
ليبيسِ الروضةِ ازدهرا

* * *

يا غريب الدار في وطنٍ
بهداةٍ قبله كفرا

بدمٍ سوّى لهم حُفراً
وبورد كلل الحُفرا

راجماً حقداً وموجدةً
شجراً يُهدي لها الثمرا

قُلْ.. وأصدق قومَك الخبرا
إنهم لم يفضلوا "بقرا"

ابداً تجتر ما عَلفت
ثم تعطي الضرعَ مَنْ عصرا

ألغيرِ الموتِ يفجؤها
أمةٌ لا تُبصرُ الخطرا

بل كأن لم تُعطَ باصرة
تستبينُ النفعَ والضررا

لفّها ليلٌ .. فأنزلها
عن سماء أطْلعت غُررا

أسلمت للذُّلِّ مِقودَها
لا تبالي زلَّ أو عثرا

وتخلت عن مصايرها
واستنامت ترقُب القدرا

وتناست أنَّها قدَرٌ
وإله يخلُق البشرا


المصدر : ديوان الجواهري-الجزء السابع-الجمهورية العراقية-وزارة الاعلام-دار الحرية للطباعة -بغداد 1980م