عظماء .

عظماء ..
* نشرت ، غير كاملة ، في جريدة "الحرية" العدد 366 في 28 آب 1955 بعنوان : قال … وقلت !..

عظماءٌ وجوهُهُمْ مُومياءُ
وكذاك "الفراعنُ" العظماءُ !!

نَخِراتٌ لا روحَ فيها، ولا
معنىً ، ولا فكرةٌ ولا إيحاءُ

* * *

عظماءٌ.. لأنهم أغبياءُ
وقريبٌ من الغباءِ الثَّراء

وقريبٌ من الثارء خنوعٌ
وخمولٌ، وغدرةٌ، ورياء

وقريب أن توسَعَ النفسُ ذلاً
وصغاراً .. ليأنسَ الكبراء

عظماء .. لا كبرياء، ولا نفحُ
شُموخٍ وكلهم كبرياء

* * *

ونجيٍّ مثلي غبير وحمل
المرءِ همَّ المغفَّلينَ غباء

من أولاءِ الذين يسخر راعٍ
ورعايا منهم، وذئبٌ ، وشاء

قال: ما الحالُ ؟.. قلت: إني عن
حالٍ هباءٍ خلوٍ كهذي بَراء

قال: والناسُ ؟.. قلت: شيءٌ هُراءُ
خدم عند غيرهم أجراء

غنيَ الدودُ عن سواهُ بمسعاهُ
وهُمْ من تَواكلٍ فقراء

ومُسِفُون ينكرون على الصقرِ
المعلّي أن تحتويه سماء

الضحايا لديهمُ النبغاء
والبعيدون عنهم العظماء

وقريبٌ منهم خنوع
وإسفافٌ وكِذبٌ وغفلةٌ ومراء

* * *

قال: والحاكمون ؟.. قلت: سواءُ
هُم ومن يحكمونهم نظراء

يجذِب الشيءُ مثلَه، وتَحلّى
بنظام التجانس، الأشياء

* * *

قال: لله أنتم الشعراءُ
عددَ الرمل عندكم أهواء

أمسِ.. والشعبُ كله معجزاتٌ
لك واليومَ.. كلُّه أسواء

قلتُ مهلاً يا صاحبي ؟؟ ظلمات
الليلِ في عين حالم .. أضواء

أرأيت "الكوّازَ" .. أنفسُ ما
يملك ذُخراً، طِينٌ خبيثٌ .. وماء

صانعاً منه ألفَ شكل جراراً
قائلاً في نعوتها ما يشاء

يتغنى ب "كوزه" .. وكأن
الكوزَ في الحسن .. كوكبٌ وضّاء

وكذا كلُّ خالقٍ يترضى
ما تبنَّى .. وهكذا الشعراء


المصدر : ديوان الجواهري-الجزء السابع-الجمهورية العراقية-وزارة الاعلام-دار الحرية للطباعة -بغداد 1980م