يا أمتي … يا عصبة الأمم !..
* ألقيت في الحفل الكبير الذي أقيم في دمشق ، في قاعة المحاضرات الكبرى بمكتبة الأسد يوم 16\4\1986 ، في أسبوع الثقافة العراقية . وبمناسبة العدوان الأمريكي ضد الجماهيرية الليبية ، وتهديد سوريا .
يا أمتي – يا عصبة الأمم
لا تغضبي – يا ثلج – مِنْ ضَرَمي
لا تغضبي – ويدي معطَّلَةٌ –
أَنْ أقذِفَ اللعناتِ ملءَ فمي
وعلامَ تُغضِبُ حكمةٌ تَعِساً
خَزيانَ محكوماً من القِدَمِ ؟
بل ما يضيرُ القدحُ في حجر ؟
بل ما يثير الشحمُ في الوَرَمِ ؟
يا سوء حظِّ دُميً مرقَّصةٍ
يُلهى بها وتُداسُ بالقَدَمِ
إني لاسألُ " قادةً " أُذُناً
يتخارسون بحجَّةِ الصَّمَمِ
فيمَ الحياة – تُرى – إذا عَرِيَتْ
من أخذ ثَأرِ عن دمٍ بِدَمِ ؟
وإذا النفوس هوت إلى الرمم ؟
وإذا الأُنوفُ خَلَتْ من الشَممِ
لمَ الرجالُ – وفي الحريم غنى –
فيما استُبيح لهم من الحُرُمِ ؟
ما أقبح الأصنامَ ليس لها
دَعَةُ الرضى والصمتِ في الصَّنمِ
يتفرَّجون على مقابحهم !
إذ يدَّعون محاسن الشِّيمِ
في " ليبيا " حِمَمٌ وعندهمُ
ما شاءت الشهواتُ من حِممِ
أفيذبحُ الطفلُ الرضيعُ بها
وهمُ لمن ذبحوه كالخدمِ !
اللَّهمَّ عفوكَ إنني بَرِمٌ
ولقد يُدَسُّ الظلمُ في البَرَمِ
فلئِن تعابَثَتِ الجيوشُ بهم
فلديهمُ جيشٌ من الكَلَمِ
|
المصدر : الجواهري في العيون من أشعاره – دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر – الطبعة الثالثة 1997.