فرصوفيا
* نظمت عام 1963.. وكان الشاعر ضيف الجهات المسؤولة في فرصوفيا لمدة شهر.
* ألقيت في المؤتمر الخامس لرابطة الطلبة العراقيين في بولونيا يوم 11 تشرين الثاني 1963.
* نشرت في "خلجات".
"فرصوفيا": يا نجمةً تَلالا
![]() تُغازلُ السُهوبَ والتِلالا (1)
![]() وتَسكبُ الرقَّةَ والدَلالا
![]() ![]() فوقَ الشفاهِ الضامئات الحامياتِ الحانيه
![]() ![]() وبين أهدابِ الجُفونِ الغافيان الوانيه
![]() ![]() "فرصوفيا" الحلوة يا ذاتَ القُطوفِ الدانيه (2)
![]() من ذا يوفِّي سحرَكِ الحلالا ؟
![]() وحُسنَكِ المدمِّرَ القَتّالا
![]() يُجشِّمُ اللذّةَ والأهوالا
![]() حالانِ، الأحلى أمرُّ حالا
![]() غذا أجلتُ فكريَ الجوّالا
![]() في كيفَ صيغَ حسنُكِ ارتجالا
![]() أتعبَتِ الأسطورةُ الخيالا
![]() ![]() "فرصوفيا": إنَّ الصِبا فيكِ ارتغى فعرْبدا (3)
![]() ![]() قِفي به عند الحَفافَين فقد جاز المدى (4)
![]() ![]() كالأُفعُوانِ انسابَ في الرَملة كيما يَبرُدا
![]() ![]() تطلّبتْ عيونُ حسناواتِك الخضْرُ الفِدى
![]() ![]() وكالأقاحي إذ تعُبُّ سَحرةً قطْرَ الندى
![]() ![]() تذوّبتْ خمرُكِ في الخدِّ الذي تورَّدا
![]() ![]() وانفرَجَ البُرعُم في النَهد الذي تَنهَّدا (5)
![]() "فرصوفيا": يا روعةَ اليومِ الذي يُنسي غدا
![]() غدٌ سرابٌ لا أُحِبُّ الآلا (6)
![]() ما دمتُ أرعى روضةً مِحلالا (7)
![]() بها الظِلالُ تَزحَمُ الظِلالا
![]() مُخلِفةً بكورُها الآصالا (8)
![]() * * *
![]() ![]() "فرصوفيا": واليوم طَوعُ اليد أنتِ الراهنه
![]() ![]() والروضةُ المِحلالُ أنت المُزدهاةُ الفاتنه
![]() ![]() أنت الرؤومُ بالغريب المستظِلِّ الحاضنه (9)
![]() إذا اشتكى من رهقٍ كلالا
![]() أوردتِه يَنْبُوعَكِ السَلسالا
![]() فهو وقد أوسعتِه أفضالا (10)
![]() يسحَبُ من عُجْبٍ بك الأذيالا (11)
![]() * * *
![]() ![]() "فرصوفيا": والحسرةُ الحرّى تُريح الكَبِدا
![]() ![]() واحسرتا أنّي وُلِدتُ تحتَ أطلالِ الردى
![]() ![]() جئتكِ في "الستّينَ" ما أشقى وأدنى عددا
![]() ![]() إذ مَيْعتي تهرّت اللُحمةُ منها والسَدى
![]() ![]() "فرصوفيا": آهٍ على شَرْخِ صِباً تبدّدا (12)
![]() ![]() آهٍ على صادحِ أيكٍ لم يجد عندي صَدى (13)
![]() ![]() غَرَّدتُ إذ ناح وأمسي نُحتُ لما غرَّدا
![]() ![]() لم أغترف غيدَك إذ كنت الفتيَّ الأغيَدا
![]() ![]() كنت الجهولَ المُشتَهى والأمرَد المبلَّدا
![]() ![]() "فرصوفيا": وَشرُّ ما يُحزنني قولٌ سُدى
![]() ![]() قلت له لا تَبْعُدَنْ عنّي لما بَعُدا
![]() * * *
![]() " فرصوفيا ": والدم يَستَبقي مدى الدهر دَما
![]() والموت بالعزة يبي لحياةٍ سُلَّما
![]() " فرصوفيا ": أمسِ رأيتُ الحجرَ المكوَّما
![]() كان جنيناً، وفؤاداًن ويداً، ومِعصَما
![]() جيلٌ تأبّى أن يُطاطي فَرمَوه فرَمى
![]() لوى الرجولاتُ أراح نفسَه واستَسْلَما (14)
![]() ![]() "فرصوفيا": ما أبدَع الأمثالا
![]() ![]() يستنهضُ الجيلُ بها أجيالا
![]() * * *
![]() ![]() حتى إذا غدٌ تمطّى فجرُه وابتَسَما
![]() ![]() وأبدل الإيمان بالنهار ليلاً مظلما
![]() ![]() حتى إذا البلطيق هدَّى موجَه المحتدما
![]() ![]() عاد الدمُ المطلولُ خَدّاً ناعماً ومَبْسِما
![]() ![]() وصيغتِ الدمعةُ عِقدَ لُؤلؤٍ فانتظَما
![]() ![]() وعادتِ الضِحكةُ في سمعِ حزين نَغَما
![]() ![]() ألفُ فمٍ حُلوٍ قضى لتُنعشَ الكأسُ فما
![]() |
وارسو عام 1963
(1) السهوب: السهول الخضر.
(2) القطوف الدانيه: الثمار الناضجة المتدلية.
(3) ارتغى: يريد نضج.
(4) الحفافان: الحافتان.
(5) تنهد: يريد ارتفع مشتقاً إياها من النهد.
(6) الآل: السراب.
(7) روضة محلال: روضة مخصبة ممرعة.
(8) البكور والآصال: الصباح والمساء.
(9) الرؤوم: التي ترأم أولادها أي الحنون.
(10) الأفضال: جمع فضل.
(11) العجب: الزهو والكبر.
(12) شرخ الصبا: نضارته.
(13) الأيك: الشجر.
(14) يشير في المقطع إلى رؤيته فرصوفيا عام 1948 وقد خربتها الحرب.
المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الخامس-الجمهورية العراقية-وزارة الاعلام-مطبعة الأديب البغدادية -بغداد 1975م